عرض مشاركة واحدة
روحاني متمرس
الصورة الرمزية مساعد
  • الــمـســتـوى:
    المستوى: 100المستوى: 100المستوى: 100
    100
  • رقم العـضـويـة:2
  • تاريخ التسجيل:Jan 2002
  • مكـان الإقـامـة:الروح
  • الـــجـــــنـــس:ذكر
  • الـــنـــــقـــــاط:115,454
  • الـســـمـــعــة:مساعد روحاني مجتهدمساعد روحاني مجتهدمساعد روحاني مجتهدمساعد روحاني مجتهدمساعد روحاني مجتهدمساعد روحاني مجتهدمساعد روحاني مجتهدمساعد روحاني مجتهدمساعد روحاني مجتهدمساعد روحاني مجتهدمساعد روحاني مجتهد
  • الــتــفـــاعـــل:
    النشاط: 99%النشاط: 99%النشاط: 99%
    99%
  • الـمــشــاركات:41,278
  • Follow me in Twitter
افتراضي شاعر الرسول [ حسان بن ثابت ]
( 07-10-2011, 12:41 PM ) #1


نسبه |
هو أبو الوليد حسان بن ثابت من قبيلة الخزرج، التي هاجرت من اليمن إلى الحجاز، وأقامت في المدينة مع الأوس..
ولد في المدينة قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بنحو ثماني سنين، فعاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام
ستين سنة أخرى، وشب في بيت وجاهة وشرف، منصرفًا إلى اللهو والغزل، فأبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي،
من سادة قومه وأشرافهم، وأمه الفريعة خزرجية مثل أبيه.
وحسان بن ثابت ليس خزرجيًّا فحسب؛ بل هو أيضًا من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم فله به صلة وقرابة.

قبل الاسلام |
كانت المدينة في الجاهلية ميدانًا للنـزاع بين الأوس والخزرج، تكثُر فيها الخصومات والحروب، وكان قيس بن الخطيم
شاعر الأوس، وحسان بن ثابت شاعر الخزرج، الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس
في الجاهلية، فصارت له في البلاد العربية شهرةٌ واسعة.
وقد اتصل حسان بن ثابت بالغساسنة، يمدحهم بشعره، ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني غسان،
وقد طابت له الحياة في ظل تلك النعمة الوارفة الظلال، ثم اتصل ببلاط الحيرة وعليها النعمان بن المنذر، فحلَّ محلَّ النابغة،
حين كان هذا الأخير في خلاف مع النعمان، إلى أن عاد النابغة إلى ظل أبي قابوس النعمان، فتركه حسان مكرهًا، وقد أفاد
من احتكاكه بالملوك معرفةً بشعر المديح وأساليبه، ومعرفة بشعر الهجاء ومذاهبه، ولقد كان أداؤه الفني في شعره يتميز
بالتضخيم والتعظيم، واشتمل على ألفاظ جزلة قوية، وهكذا كان في تمام الأهبة للانتقال إلى ظل محمد صلى الله عليه
وسلم نبي الإسلام، والمناضَلة دونه بسلاحَي مَدْحِه وهجائه.

بين الجاهلية والإسلام |
يؤكد النقاد أن شعر حسان بعد إسلامه لم يكن في قوته وجزالته في الجاهلية حيث افتقر شعره الإسلامي من وجهة نظر
بعض النقاد وأساتذة الأدب العربي إلى الجزالة وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية.
لكنه في مقابل ذلك كان يتمتع بقدر كبير من الحيوية والرقة والسلاسة، ويتوهج من حين إلى آخر بتدفق عاطفي يكشف
عما في قلبه من دفء وحرارة ويثبت للذين ارجعوا ضعف شعره إلى شيخوخته أن قلب الشاعر لا يشيخ.
ويتفق النقاد على أن أساليب حسان بن ثابت بعد إسلامه قد سلمت من الحوشية والأخيلة البدوية، لكن خالطها لين
الحضارة، ولم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ وفخامة المعنى والعبارة كما في الفخر والحماسة والدفاع عن
النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ومعارضته المشركين وهجومهم.
يقول الدكتور محمد مصطفى سلام: لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني من عقائد
الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن وتشبيهاته ولطيف كناياته، وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب
والسنة وشعائر الدين، كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولة
المأخذ وواقعية الصورة وقرب الخيال، واكثر ما نرى ذلك في شعر الدعوة إلى توحيد الله وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان،
ووصف الشعائر الإسلامية وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب المشركين وبعض ما مدح به الرسول صلى الله
عليه وسلم أصحابه أو رثاهم به.

في الإسلام |
لما بلغ حسان بن ثابت الستين من عمره، وسمع بالإسلام، دخل فيه، وراح من فوره يرد هجمات القرشيين اللسانيَّة، ويدافع
عن محمد والإسلام، ويهجو خصومهما.. قال صلى الله عليه وسلم يومًا للأنصار: "ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله
بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟!" فقال حسان بن ثابت: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه،
وقال عليه السلام: "والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء".
ولم يكن حسان بن ثابت وحده هو الذي يرد غائلة المشركين من الشعراء؛ بل كان يقف إلى جانبه عدد كبير من الشعراء الذين صحَّ
إسلامهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني على شعر حسان، وكان يحثُّه على ذلك ويدعو له بمثل: "اللهم
أيده بروح القدس
"، وعطف عليه وقرَّبه منه، وقسم له من الغنائم والعطايا، إلا أن حسان بن ثابت لم يكن يهجو قريشًا
بالكفر وعبادة الأوثان؛ وإنما كان يهجوهم بالأيام التي هُزِموا فيها، ويُعيرهم بالمثالب والأنساب، ولو هجاهم بالكفر
والشرك ما بلغ منهم مبلغًا.. وكان حسان بن ثابت لا يقوى قلبُه على الحرب، فاكتفى بالشعر،
ولم ينصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفه، ولم يشهد معركةً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غزوةً.
ومما لا شك فيه أن حسانَ بن ثابت كان يحظَى بمنزلةٍ رفيعةٍ، يجلُّه الخلفاء الراشدون ويفرضون له في العطاء في الوقت نفسه،
فإننا لا نجد في خلافة أبي بكر- رضي الله عنه- موقفًا خاصًّا من الشعر، ويبدو أن انشغاله بالفتوحات وحركة الردَّة لم تدَع
له وقتًا يفرغ فيه لتوجيه الشعراء أو الاستماع إليهم، في حين نجد أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه يحب الشعر،
خاصةً ما لم يكن فيه تكرار للفظ والمعنى، وقد رُوِي عن كلٍّ من الخليفتَين الراشِدَين عددٌ من الأبيات، .
وقد نصب حسان نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي، والرد على أنصار الجاهلية، وقد نشبت بين الفريقين
معارك لسانية حامية، فكان الشعر شعر نضال يهجو فيه الأعداء، ويمدح فيه رجال الفريق، ولم يكن المدح ولا الهجاء
للتكسب أو الاستجداء؛ بل للدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم