[( نادر )]

كثيراً ما أقول لطلابي إنه يستحيل أن يصل الغبي إلى مستوى مسؤولية معينة
وما تظنونه غباء إنما هو التغابي، مستشهداً بقول الشاعر:
ليس الغبي بسيّد في قومه *** إنما سيّد قومه المتغابي
لأنبّههم بأني وزملائي نتغاضى عن كثير من أعمال الطلاب، ليس غباء منا، وإنما تغابياً.
ولو أن كل شخص حاسب الناس على كل أعمالهم لصارت الحياة جحيماً لا يُطاق.
لذا لا بد من التغابي والتغافل في علاقاتنا مع الناس، فالبشر ليسوا ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
بل الصحيح أن كل ابن آدم خطّاء.

علاقاتنا مع الناس في هذه الحياة ليست على نسق واحد، إذ لا مفر من أن تحصل زلات من طرفنا أو من طرفهم
فيتخذها الشيطان مدخلاً ليوسوس في الصدور فيوغرها ضدهم ولو كانوا من أقرب المقربين.
وفي الحديث (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن بالتحريش بينهم).

فمن أراد صداقة الناس فلا بد له من أن يتغافل عما يفعلون، أي يتصنع الغفلة ويجعل نفسه كأنه لم ينتبه إلى ما فعلوا
ثم يعفو ويصفح ويسامح كي تستمر علاقته بهم، وإلا فليعِشْ وحيداً كما قال بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقَك لم تلقَ الذي لا تعاتبه
فعشْ واحداً أو صِل أخاك فإنه *** مقارف ذنبٍ مرةً ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى *** ظمئتَ، وأي الناس تصفو مشاربُه

فمن شأن الإنسان أن يُخطئ ويزل ويتفوه بكلمات في ساعة غضب
فحري بنا أن نتغاضى عن الأخطاء والزلات، وأن نعفو ونصفح.
وفي القرآن الكريم (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا. أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ . وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

والتغافل من فعل الكرام، كما نُقل عن الحسن البصري. ويعده الإمام ابن حنبل تسعة أعشار حسن الخلق.
وروي عن الشافعي قوله: الكيِّس العاقل، هو الفطن المتغافل.
ومن طرائف قصص التغافل قصة الزاهد الورع حاتم بن عنوان، فقد جاءته امرأة تسأله عن مسألة
فاتفق أن خرج منها صوت فخجلت
فقال لها: ارفعي صوتك، فأوهمها أنه لم يسمع السؤال ولا الصوت فسُرّت المرأة بذلك.
ومن يومها لُقّب بحاتم الأصم.

وروي عن صلاح الدين الأيوبي أنه كان كثير التغافل عن ذنوب أصحابه
يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يعلمه بذلك، ولا يتغير عليه.
وكان جالسًا مرة وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضًا بنعلٍ فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين
ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه، ليتغافل عنها.
ولعله لهذا استطاع أن يكون قائداً فذّاً، ألَّف القلوب حوله لمحاربة الأعداء والنصر عليهم.

وإذا كان التغافل مطلوباً بين الناس فإنه مطلوب بشكل أكبر بين الزوجين.
فإذا دقق أحدهما في تصرفات الآخر، كبيرها وصغيرها، ينفر منه.
ولكن من وطّن نفسه على تقبُّل الطرف الآخر، والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات أو طبائع يعشْ عيشة هنية.
ومن طرائف ما سمعته من أحد القضاة أنه إذا جاءه رجل يشتكي زوجته ويريد طلاقها فيعطيه ورقة وقلماً
ويطلب منه أن يكتب محاسنها، ثم يطلب منه أن يكتب مساوئها.
وفي الغالب فإن قائمة المحاسن تطول وقائمة المساوئ تقصر.
فيقول له: ألا تتغاضى عن هذه المساوئ في مقابل هذه المحاسن.
ويفعل الشيء نفسه مع الزوجة الغاضبة التي تأتيه وتود خلع زوجها.
فـ ياله من طبيب للقلوب والأنفس قبل أن يكون قاضياً عادلاً.

أما في تربية الأولاد فالتغافل يجب أن يكون سيد الموقف
حتى لا يكتسب الأولاد عادات العناد والكذب.
وهناك فرق بين التغافل والغفلة.
فالتغافل هو التغاضي عن بعض ما يصدر من الأولاد من عبث أو طيش رغم علم المربي بها.
أما الغفلة فهي الانشغال عنهم وعدم توجيههم وعدم معرفة ما يقومون به من أخطاء وأفعال مشينة مخلة بالأدب.
...........................

[العامري]

اخي الحبيب نادر


لاشك ان الكلمات التي كتبتها درر في عالم ملئ بالمتناقضات


لكن ليس التغافل مع الكل فالبعض تعلم انه هكذا ويتمادى

هذا لابد من التوقف معه ومحاسبته

وانا لي تجربة مع انسان قريب لي كنت اعلم كذبه مرارا

ولااعاتبه حتى لكأني ظننته انه يظن اني مغفل وكلما ابدأ بعتابه يهاجمني ويقلب

الحقائق

فلو كنت واجهته من قبل لعلم اني اعلم انه يكذب وما تمادلا

فليس كل من تتعامل معه ذو لب ليقدر تغافلك

شكرا نادر

[موجة حزن]

”	والتغافل من فعل الكرام، كما نُقل عن الحسن البصري. ويعده الإمام ابن حنبل تسعة أعشار حسن الخلق. وروي عن الشافعي قوله: الكيِّس العاقل، هو الفطن المتغافل.

أظن أن قمة الكرم أن نتغافل عن الصغائر فكفى من صانعيها كونهم صغار
فى عيون من حولهم وعيوننا .
نادر.. الأطفال أحباب الله فكثيرا ما نتظاهر بالغباء والتغافل معهم لأننا نحبهم كثيرا
و ذلك يعتبر جزء من تربيتهم ..
موضوع هام وقيم أعجبنى كثيرا كعادتك مميز..

[( نادر )]

”

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العامري
اخي الحبيب نادر


لاشك ان الكلمات التي كتبتها درر في عالم ملئ بالمتناقضات


لكن ليس التغافل مع الكل فالبعض تعلم انه هكذا ويتمادى

هذا لابد من التوقف معه ومحاسبته

وانا لي تجربة مع انسان قريب لي كنت اعلم كذبه مرارا

ولااعاتبه حتى لكأني ظننته انه يظن اني مغفل وكلما ابدأ بعتابه يهاجمني ويقلب

الحقائق

فلو كنت واجهته من قبل لعلم اني اعلم انه يكذب وما تمادلا

فليس كل من تتعامل معه ذو لب ليقدر تغافلك

شكرا نادر



هلا بك اخوي العامري
هناك أمور قد تخرج عن الاطار العام ولايمكن السيطره عليها لا بالتغافل ولا بالمواجهة
ولكن ما يقصد بالتغافل هنا هو عدم المواجهة في كثير من الامور والتي يكون التصدي لها شرارة تشعل فتيل المشكلة
فلا يعني نجاح هذه الطريقة في بعض الامور ان نطبقها في كل موقف يمر علينا بل هناك امور لا بد من مناقشتها للوصول الى الحل
ولكن بصفة عامة وخاصة في زمننا هذا فإن التغافل حل جذري لكثير من المشاكل

شاكر لك أخوي اضافتك القيمة

[فيه أمل!]

اختيآآآآآآآآآآآر رآآآآآآآآآآآئع يآ خوي يآدردر

عجبني بكل سطوره حقيقة

وتدري

انآ من اللي يستخدم التغآفل غآلبآ في علآقآته الاجتمآعيه الغير حميمه

يعني مع اصدقاء العمل والطآلبآت وكذا حتى في النت تلآقيني اشوف واعرف بس اتغآفل

واحيآن في البيت استخدمهآ مع العزيزيين واطفآلنآ لكن موب دآيم

بيني وبينك القريبين مني والذين يعزون علي مآقدر اتغآفل عن اخطآؤهم

حتى لو صغيره خصوصآ اللي تتكرر

فيلزمك النقآش والتوضيح والهذآ

اما التغآفل بين الزوجين

فهو امر ضروري وحتمي اذآ ارآد الزوج ان تستمر الحيآة

ولآحظ اني قلت الزوج

الزوج هو الرآعي الرسمي للزوآج ومحسوب على العلاقة الزوجيه انه هو العآقل

فيفترض ان يكون دآئم التغآفل عن اخطآء الزوجه <طبعآ الاخطآء التي

لا تتعدى تقصير واشياء اخرى بسيطه

وهو بذكآءه يستطيع تنبيههآ على مآيهمه بطريقه تنآسبهآ ولآ تؤذيهآ

وايضآ مطلوب من المرأه بس بنظري بكمية اقل

خبرك الرجآل اغلآطه دآيم تكون بالصميم ويصعب التغآفل عنهآ

يعني تصير اغلآط محرمه والعيآذ بالله

اما عن جآب كذآ او مآجآب كذآ اشترى كذآ مآاشترى كذآ

المفروض ان المرأه ما تركز عليهم

نآدر

مآنعدمك يآخوي على هيك نقلآت حلوين ومفيدين


،

[( نادر )]

”

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موجة حزن

أظن أن قمة الكرم أن نتغافل عن الصغائر فكفى من صانعيها كونهم صغار
فى عيون من حولهم وعيوننا .
نادر.. الأطفال أحباب الله فكثيرا ما نتظاهر بالغباء والتغافل معهم لأننا نحبهم كثيرا
و ذلك يعتبر جزء من تربيتهم ..
موضوع هام وقيم أعجبنى كثيرا كعادتك مميز..

فعلااختي التغافل هو علاج يداوي اخطاء من نحبهم ولا نريد أن نجرحهم وخاصة في صغائر المور والتي لاتقدم ولا تؤخر
وكما قيل ( لكل مقام مقال ) فمتى ما احسسنا بان النقاس سيؤتثي ثماره فليكن
ولكن بدون تصفية حسابات

شاكر لك أختي اضافتك القيمة

[( نادر )]

”

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيه أمل!

اختيآآآآآآآآآآآر رآآآآآآآآآآآئع يآ خوي يآدردر

عجبني بكل سطوره حقيقة

وتدري

انآ من اللي يستخدم التغآفل غآلبآ في علآقآته الاجتمآعيه الغير حميمه

يعني مع اصدقاء العمل والطآلبآت وكذا حتى في النت تلآقيني اشوف واعرف بس اتغآفل

واحيآن في البيت استخدمهآ مع العزيزيين واطفآلنآ لكن موب دآيم

بيني وبينك القريبين مني والذين يعزون علي مآقدر اتغآفل عن اخطآؤهم

حتى لو صغيره خصوصآ اللي تتكرر

فيلزمك النقآش والتوضيح والهذآ

اما التغآفل بين الزوجين

فهو امر ضروري وحتمي اذآ ارآد الزوج ان تستمر الحيآة

ولآحظ اني قلت الزوج

الزوج هو الرآعي الرسمي للزوآج ومحسوب على العلاقة الزوجيه انه هو العآقل

فيفترض ان يكون دآئم التغآفل عن اخطآء الزوجه <طبعآ الاخطآء التي

لا تتعدى تقصير واشياء اخرى بسيطه

وهو بذكآءه يستطيع تنبيههآ على مآيهمه بطريقه تنآسبهآ ولآ تؤذيهآ

وايضآ مطلوب من المرأه بس بنظري بكمية اقل

خبرك الرجآل اغلآطه دآيم تكون بالصميم ويصعب التغآفل عنهآ

يعني تصير اغلآط محرمه والعيآذ بالله

اما عن جآب كذآ او مآجآب كذآ اشترى كذآ مآاشترى كذآ

المفروض ان المرأه ما تركز عليهم

نآدر

مآنعدمك يآخوي على هيك نقلآت حلوين ومفيدين

،

الله يعافيك اختي
واشكر لك اضافتك القيمة
ومن وجهة نظري ان التغافل مع من يعزون علينا اولى من غيرهم خصوصا في توافه الأمور فالمحاسبة في كل صغيرة وكبيره قد تحدث فجوة مع الزمن يصعب بعد ذلك سدها وكذلك بين الزواج بل في كل علاقاتنا فنسبة التغافل تكون محددة بحيث نمسك العصى من الوسط فلا ضرر ولا ضرار
فنستخدم هذا الحل في اوقات معينة يمكن لنا تقديرها بحث تكون مفيدة وناجحة ولكن لا يعني ذلك ان تكون حياتنا كلها تغافل وتغابي بل يجبان تكون كالملح على الطعم فلا افراط ولا تفريط

شاكر لك اختي تواجدك الايجابي دائما