الموضوع
:
جمل يستجير برسول الله صلى الله عليه وسلم
عرض مشاركة واحدة
مراقى
روحاني فعّال
الــمـســتـوى:
10
رقم العـضـويـة:
42725
تاريخ التسجيل:
Sep 2013
الـــنـــــقـــــاط:
537
الـســـمـــعــة:
الــتــفـــاعـــل:
99
%
الـمــشــاركات:
103
مراقى
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها مراقى
معدل ارتفاع المستوى:
74%
النقاط اللازمة للوصول للمستوى القادم
13
نقطة
نقاط الترشيح
8
تفاصيل المشاركات
المـواضيـع :
80
الــــــردود :
23
جمل يستجير برسول الله صلى الله عليه وسلم
( 01-19-2015, 08:33 AM )
#
1
أما أُذنه صلى الله عليه وسلم فكانت على أكمل ما صنع الله من أُذن لإنسان في ظاهرها وتكوينها الظاهر، وكانت كذلك يسمع بها ما لا نسمع ، يسمع بها كلام الوحي ويسمع بها كلام الملائكة ويسمع بها كلام العوالم العلوية ويسمع بها كلام الطيور وكلام الوحوش وكلام الحيوانات وكلام الجبال
فالكل كان يُكلمه ويُحدثه ، فالطير الذي خطف الصحابة صغاره جاء يُـرفرف عليه ، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
{كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، وَمَرَرْنَا بِشَجَرَةٍ فِيهَا فَرْخَا حُمَّرَةٍ فَأَخَذْنَاهُمَا، قَالَ: فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَصِيحُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِفَرْخَيْهَا؟ قَالَ: فَقُلْنَا: نَحْنُ ، قَالَ: فَرُدُّوهُمَا}
{1}
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي بجوار حديقة لِرَجُلٍ مِنْ الأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ فَقَالَ:
{مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ
(لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟)
فَجَاءَ فَتًى مِنْ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ: أَفَلا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَى إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ}
{2}
وما ورد في هذا الباب فوق العد من شكوى الطيور وشكوى الحيوانات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى كانت بعض الحيوانات تعاونه في دعوته وهذا هو العجب العجاب ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
{جَاءَ ذِئْبٌ إِلَى رَاعِي غَنَمٍ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى انْتَزَعَهَا مِنْهُ ، قَالَ: فَصَعِدَ الذِّئْبُ عَلَى تَلٍّ فَأَقْعَى وَاسْتَقَرّ َ، وَقَالَ: عَمَـــدْتَ إِلَى رِزْقٍ رَزَقَنِيهِ اللَّهُ أَخَذْتُـــهُ ثُمَّ انْتَزَعْتَـــهُ مِنِّي؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: تَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ ، فَقَالَ الذِّئْبُ: أَعْجَبُ مِنْ هَذَا رَجُلٌ فِي النَّخَلاتِ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُخْبِرُكُمْ بِمَا مَضَى وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ ، قَالَ: فَكَانَ الرَّجُلُ يَهُودِيًّا ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ وَأَسْلَمَ ، فَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم}
{3}
والرجل الذي جاءه ومعه ضب – نوع من الزواحف – وقال له: إِنْ آمَنَ بِكَ هَذَا الضَّبُّ آمَنْتُ بِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
{يَا ضَبُّ ، فَتَكَلَّمَ الضَّبُّ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ يَفْهَمُهُ الْقَوْمُ جَمِيعًا: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَعْبُدُ؟ قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ وَفِي الأَرْضِ سُلْطَانُهُ وَفِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ وَفِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ وَفِي النَّارِ عَذَابُهُ ، قَالَ: فَمَنْ أَنَا يَا ضَبُّ؟ قَالَ: أَنْتَ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ صَدَّقَكَ وَقَدْ خَابَ مَنْ كَذَّبَكَ ، فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَتَيْتُكَ وَمَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْكَ وَوَاللَّهِ لأَنْتَ السَّاعَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَمِنْ وَالِدِي ، فَقَدْ آمَنَ بِكَ شَعْرِي وَبَشَرِي وَدَاخِلِي وَخَارِجِي وَسِرِّي وَعَلانِيَتِي}
{4}
فكان يسمع كل الأصوات لكل الكائنات بكل اللغات ويتكلم معها كذلك كما علَّمه بارئ الأرض والسماوات ، وانظر إلى مدى سماع هذه الأُذن، ذات مرة كان مع أصحابه فقال لهم:
{إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ أَطَتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلا وَفيه مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ }
{5}
سمع صوت السماء وليس المقصود بها السماء القريبة منا ، فهذا الغلاف الجوي لكن السماء التي فيها عُمَّار الملكوت الأعلى ، ومرة أخرى كان جالساً بين أصحابه فأسمعهم وجبة عظيمة أي صوت ضخم ، فقالوا: ما هذا يا رسول الله؟ قال:
{هَذَا حَجَرٌ أُرْسِلَ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا ، فَالآنَ انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا}
{6}
كيف سمعوه؟ وكم تُقدر المسافة؟ وكيف استقبلت الأُذن هذه الذبذبات؟ وكيف حولتها إلى أصوات؟ عناية الله ورعاية الله بحَبيب الله ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم
{1} الحاكم والطبراني {2} سنن أبي داود ومسند أحمد عن عبد الله بن جعفر {3} شرح السُنَّة {4} معجم الطبراني عن عمر بن الخطاب {5} سنن الترمذي وابن ماجةعن أبي ذر {6} صحيح مسلم ومسند أحمد عن أبي هريرة
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...5&id=578&cat=4
منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه}
اضغط هنا لقراءة الكتاب أو تحميله مجاناً