عرض مشاركة واحدة
الصورة الرمزية هدهود
  • الــمـســتـوى:
    المستوى: 100المستوى: 100المستوى: 100
    100
  • رقم العـضـويـة:13248
  • تاريخ التسجيل:Feb 2007
  • مكـان الإقـامـة:.. نبــ قلبه ـــض ..
  • الـــجـــــنـــس:انثى
  • الـــنـــــقـــــاط:102,526
  • الـســـمـــعــة:هدهود روحاني مجتهدهدهود روحاني مجتهدهدهود روحاني مجتهدهدهود روحاني مجتهدهدهود روحاني مجتهدهدهود روحاني مجتهدهدهود روحاني مجتهدهدهود روحاني مجتهدهدهود روحاني مجتهدهدهود روحاني مجتهدهدهود روحاني مجتهد
  • الــتــفـــاعـــل:
    النشاط: 0%النشاط: 0%النشاط: 0%
    0%
  • الـمــشــاركات:57,442
افتراضي
( 06-01-2014, 06:53 PM ) #3



ضعف الصورة الذاتية .. و تأثيره على الثقة بالنفس

العمامة البيضاء


وردت هذة القصة فى كتاب ( طوق الحمامة ) للإمام إبن حزم الأندلسى حيث ذكر أن تنافسا شديدا وقع فى الأندلس بين أربعة من التجار و تاجر مشهور، و اشتد ذلك التنافس حتى كرهوه و قرروا أن يزعجوه، و حدث أنه كان خارجا من منزله صباح أحد الأيام، ذاهبا إلى عمله، مرتديا جلبابا أبيض و عمامة بيضاء، فقابله أول التجار الأربعة و ألقى عليه التحية ثم نظر إلى عمامته، و قال : " ما أجمل هذه العمامة الصفراء " .. فقال التاجر : هل أنت أعمى ؟! .. إن عمامتى بيضاء .. فرد عليه قائلا : " بل صفراء، صفراء و جميلة ".


ما كان من التاجر إلا أن تركه و استمر فى طريقه مستغربا، و لكن سرعان ما قابله ثانى التجار، و ألقى عليه التحية، ثم نظر إلى عمامته، و قال : " ما أجمل ثيابك اليوم، و خصوصا هذه العمامة الخضراء " .. فقال التاجر : " عمامتى بيضاء يا رجل " .. رد عليه قائلا : " لا .. إنها خضراء، خضراء و جميلة ".

أكمل التاجر طريقة، و هو فى قمة الاستغراب، حتى أنه بدأ ينظر إلى طرف العمامة ليتأكد من بياضها، و ما إن وصل إلى عمله حتى أتى إليه ثالث التجار فألقى عليه السلام و قال له : " يالله .. ما أجمل ثيابك اليوم، و ما أروع هذه العمامة الزرقاء " .. خلع التاجر عمامته ليتأكد من اللون، و صاح بالرجل : " إن عمامتى كما ترى بيضااااااء " .. رد عليه قائلا : " ماذا أصابك ؟! .. إنها زرقاء يا أخى، زرقاء و فى قمة البهاء " .. قالها و ذهب إلى حال سبيله.

بدأ التاجر فى عمله، و بين اللحظة و الأخرى كان ينظر إلى طرف العمامة ليتأكد من لونها، و لم يمض وقت طويل حتى دخل عليه رابع التجار و ألقى عليه التحية و قال : " من أى متجر حصلت على هذة العمامة الحمراء ؟ "، فأخذ التاجر يصيح : " عمامتى زرقاااااااء " .. رد عليه قائلا : " هى حمراء " .. فقال التاجر " بل خضرااااااااء .. لا لا .. إنها بيضاء .. لا لا سوداء .. لا لا " ، ثم ابتسم ، و ضحك، ثم أجهش بالبكاء، ثم وقف و أخذ يقفز فى الشارع.
و من يومها و هو مجنون فى الشوارع .. يعرف الجميع قصته .. و يستهين به الأطفال .. و كلما رأوه قذفوه بالحجارة.