" : لَقَد تَعِبَت مَرَاكِبُ ذِكرَياتي وَلَم يَقطع مَسَافَتهُ قِطَاري وَما زالَت غُصونُ الحبِّ تَشكو خَريفاً هزَّ أَحلامَ الثِمارِ رأيتُكِـ فِي خَيالِ الحُبِّ نَجماً بَعيداً لا يَمرُّ عَلى مَداري هُنَالِكَ سِرتُ فِي صَحرَاءِ حُزني أُخبِّئُ فِي الفُؤادِ لَهيبَ نَاري وَأكتُمُ مَا أُعَانِي عَن قَرِيبٍ يُعَاتِبُ، أَو بَعِيدٍ لَا يُدَاري حَزِنتُ فَلامَني مَن لَيسَ يَدرِي كَأنّ القَلبَ يَحزنُ بِاختِيَاري أُصَبِّرُ قَلبِيَ الشَاكِي فَيَأبَى مُوَافَقَتِي عَلى مَعنى اصطِباري وَمَا أَشكُو لِغَيرِ الله بَثِّي إِليهِ تَوجُّهِي وَبِهِ انتِصارِي أَأَشكُو لِلعِبَادِ وَهُم صِغَارٌ ! وَمَاذا أَستَفِيدُ مِنَ الصِغَارِ؟! وَمَن يَشكُو الظَلامَ إِلى ظَلامٍ فَلَن يَحظَى بتأييدِ النهارِ .. مِن روائع د. عبد الرحمن العشماوي في ديوانه: مراكب ذكرياتي