قمة الأحباط ان تعمل من أجل حياة أجمل , حياة تجد من خلالها من ينصف الحق فلا تجده ولا تجد من يقول لمن أحسن ( أحسنت ) و لا لمن اخطأ ( اخطئت ) , ولا من يعاقب المقصر و لا يكافيء المنجز . قمة الأحباط ان تؤدي عملك بالشكل المطلوب بل تؤدي ما هو أكبر من المطلوب وتكون النتيجة ( لا شيء ) ولا تعلم لماذا هذا الا شي ! نعم هذا ما اعيشه الآن , وهذا ما صنعته الصدمة ف انا رجل محبط اوهمني وطني بأن العطاء يقابله عطاء ! و اوهمني بأن الوفاء يقابله وفاء ! ولم يخبرني بأن الحقيقة تقول لا تحلم ب العطاء و لا ب الوفاء بل كن ك تلك الآلة الصامتة من واجبها ان تعمل ولا يحق لها ان تطلب . فقبل هذا اليوم المشؤم كنت اعتقد ان العمل داخل اسوار الضمير يجعلك تعايش الأمان خصوصاً عندما يتعلق الأمر ب المستقبل الوظيفي ولم أعلم ان هناك حسابات أخرى ومحسوبات يجب ان تعملها لتصل الى ما تتمناه . اسابق العصافير الى اليقضة واحمل طموحي منطلقاً نحو ذلك الأمل , لأكون اول من يقول صباح الخير لأخشاب مكتبي الجميل و أول من يلقي التحيّه لأكواب القهوة المنعشة لأنعم ب استقبال كل من تطأ اقدامه مساحات السراميك في أرضية ذلك المكان الحبيب . واتبعها بتأدية كل ماهو مطلوب لأني على يقين ان نجاح المكان لا يأتي الا بسواعد أهل المكان , وبعد ترقب وتأمل وشغف للقادم تكون الإجابة ( عفواً لم تتم ترقيتك ) !! وعندما تبحث عن الأسباب تكون الإجابة ان هناك من هو أحق منك ! نعم هناك من هو أحق منك ف لماذا العجب ! هناك من ينام الى العاشرة ويأتي الى العمل وهو يتثاقل خطواته اليس هو الأحق منك ؟ هناك من حمل بين فكيّه لسان سليط يسوط به كل من يصنع عقبات في طريقة اليس هو الأحق منك ؟ هناك من تربطة قرابة و يربطة نسب و صداقة مع من هو صانع للقرار اليس هو الأحق منك ؟ هناك من يقدّم الخدمات الجليّه خارج إطار مساحات العمل اتجاههم بكل تفاني و أخلاص اليس هو أحق منك ؟ نعم الآن تيقنت انه هو الأحق و الآن تيقنت انني لا استحق الترقية فمن الغباء ان تعمل بضمير ومن الحماقة ان تعمل ب أخلاص ومن السذاجة ان تسابق العصافير قبل ان تستيقظ ف هل تعفوا عن حماقاتي يا وطني ! و أعدك ان أقتل الضمير و أغتال الوفاء و أعدم العطاء و أكون كسائر ابناءك المتثاقلين ولا أحلم بما لا يحق لي مرة اخرى !!!
هنا () تستمر فصول حياتي .