المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص الكرم‎


جود
01-06-2011, 11:25 PM
أغرب قصة قرأتها حدثت في بذل العطاء والصدقات فقد ذكر ابن كثير في كتابه ” البداية والنهاية ” ما نصه ” قال الهيثم بن عدي: اختلف ثلاثة عند الكعبة في أكرم أهل زمانهم، فقال أحدهم: عبد الله بن جعفر، وقال الآخر: قيس بن سعد، وقال الآخر: عرابة الأوسي، فتماروا في ذلك حتى ارتفع ضجيجهم عند الكعبة.

فقال لهم رجل: فليذهب كل رجل منكم إلى صاحبه الذي يزعم أنه أكرم من غيره، فلينظر ما يعطيه وليحكم على العيان.
فذهب صاحب عبد الله بن جعفر إليه فوجده قد وضع رجله في الغرز ليذهب إلى ضيعة له، فقال له: يا بن عم رسول الله ابن سبيل ومنقطع به.

قال: فأخرج رجله في الغرز وقال: ضع رجلك واستو عليها فهي لك بما عليها، وخذ ما في الحقيبة، ولا تخدعن عن السيف فإنه من سيوف علي، فرجع إلى أصحابه بناقة عظيمة وإذا في الحقيبة أربعة آلاف دينار، ومطارف من خز وغير ذلك، وأجلُّ ذلك سيف علي بن أبي طالب.

ومضى صاحب قيس بن سعد إليه فوجده نائما، فقالت له الجارية: ما حاجتك إليه؟
قال: ابن سبيل ومنقطع به.
قالت: فحاجتك أيسر من إيقاظه، هذا كيس فيه سبعمائة دينار ما في دار قيس مال غيره اليوم، واذهب إلى مولانا في معاطن الإبل فخذ لك ناقة وعبدا، واذهب راشدا.
فلما استيقظ قيس من نومه أخبرته الجارية بما صنعت فأعتقها شكرا على صنيعها ذلك.
وقال: هلا أيقظتني حتى أعطيه ما يكفيه أبدا، فلعل الذي أعطيتيه لا يقع منه موقع حاجته.

وذهب صاحب عرابة الأوسي إليه فوجده وقد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يتوكأ على عبدين له – وكان قد كف بصره – فقال له: يا عرابة.
فقال: قل.
فقال: ابن سبيل ومنقطع به.
قال: فخلى عن العبدين ثم صفق بيديه، باليمنى على اليسرى، ثم قال: أوّه أوّه، والله ما أصبحت ولا أمسيت وقد تركت الحقوق من مال عرابة شيئا، ولكن خذ هذين العبدين.
قال: ما كنت لأفعل.
فقال: إن لم تأخذهما فهما حران، فإن شئت فأعتق، وإن شئت فخذ.
وأقبل يلتمس الحائط بيده.
قال: فأخذهما وجاء بهما إلى صاحبيه.

قال: فحكم الناس على أن ابن جعفر قد جاد بمال عظيم، وأن ذلك ليس بمستنكر له، إلا أن السيف أجلها.
وأن قيسا أحد الأجواد حكم مملوكته في ماله بغير علمه واستحسن فعلها وعتقها شكرا لها على ما فعلت.
واجمعوا على أن أسخى الثلاثة عرابة الأوسي، لأنه جاد بجميع ما يملكه، وذلك جهد من مقل ”

فائدة

سؤال :
هل تصدقت اليوم؟
سؤال سهل جدًا ولكن إجابته تعتمد على العطاء والبذل من مالك فتتصدق به على المحتاج طمعًا في الأجر من رب العالمين.
وليسأل كل منكم هذا السؤال لأن للصدقة فضائل عظيمة وفوائد جمة، قال الله تعالى ” إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم ”

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فهو أجود الناس وأجود بالخير من الريح المرسلة، فلا يتوانى ولا يتلكؤ في بذل الصدقات إلى مستحقيها قال ابن القيم – رحمه الله -: “وكان العطاء والصدقة أحب شيء إليه – صلى الله عليه وسلم – وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه، تارة بطعامه، وتارة بلباسه، وكان – صلى الله عليه وسلم – يأمر بالصدقة ويحث عليها ويدعو إليها بحاله وقوله”

والصدقات تدفع الشرور والمصائب وحوادث الزمان، فعن أنس – رضي الله عنه – أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الصدقة تطفئ غضب الرب ، وتدفع ميتة السوء » أخرجه الترمذي.

وبعد هذا كله أنصح كل لبيب وكريم بأن يسارع في الصدقة وألا يتأخر حتى لا يأتي يوم ويقول الفقير لست بحاجة إلى صدقتك ! فقد روى أحمد والشيخان والنسائي عن حارثة بن وهب؛ قال: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :” تصدقوا؛ فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته، فيقول الذي يأتيه بها: لو جئت بها بالأمس؛ لقبلتها، فأما الآن؛ فلا حاجة لي فيها، فلا يجد من يقبلها”

والله المستعان.

إكليل الروح
01-07-2011, 01:02 AM
:

كِتابْ ابنْ كثيرْ بِه من الدُرر و المواعِظ والقِصصْ مايبيَنْ كيفْ الحَال قديمًا وحديثًا
وشَتانْ مابينَ الأزمِنة , والبَشرْ , والقُلوبْ

فعِلًا الصَدقة أمُرها عَظيمْ وشَأنُها أعظَمْ وثَوابَها أعَظمْ وأعظْم
أسأل الله إن يَجعلنْا من المتصَدقين المتطَهرين الأبرارْ

:

جَزاكِ الله خير الجَزاءْ يا جود
وحفظِكْ وسَدد خُطاكْ

http://www.alrooo7.net/vb/images/uploads/40020_32164d263bf7ed2ee.gif

ديــالى
01-07-2011, 01:05 AM
<<<<<




جـزاك اللة خير جــود

و يعطيك العافيةعلى الموضوع الرائع

هدهود
01-07-2011, 01:16 PM
جزاك ربي كل الخير على هذا الطرح الرائع

وان شاء الله يؤخذ منه العبر والمواعظ

يعطيك العافية (F)

خاطري حسآاس
01-16-2011, 03:46 PM
جود عسى هالموضوع ينحط بميزان حسناتك.
الله يجزاك بالخير