المستعار
08-30-2002, 02:48 PM
إضاءة تربوية
أ . جاسم المطوع
?ي موضوع : هل أعت?ر لأبني ؟
أثناء ت?ديمي لإحدى الدورات الخاصة بالرجال لاحظت رجلا? ?د تغير وجهه ، ونزلت دمعة من عينه علي خده ، وكنت و?تها أتحدث عن إحدى مهارات التعامل مع الأبناء وكي?ية استيعابهم .
، وخلال ?ترة الراحة جاءني ه?ا الرجل وحدثني علي ان?راد ?ائلا? : هل تعلم لما?ا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي ؟! ?لت له : لا والله !! ??ال : إن لي ابنا عمره سبعة عشر سنة و?د هجرته من? خمس سنوات لأن لا يسمع كلامي ، ويخرج مع صحبة سيئة ، ويدخن السجائر ، وأخلا?ه ?اسدة ، كما أنه لا يصلي ولا يحترم أمه ،??اطعته ومنعت عنه المصرو? وبنيت له غر?ة خاصة ?ي السطح ، ولكنه لم يرتدع ، ولا أعر? ما?ا أعمل ، ولكن كلامك عن الحوار وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي ، ?ما?ا تنصحني ؟
هل استمر بالم?اطعة أم أعيد العلا?ة ؟! وإ?ا ?لت لي ارجع إليه ?كي? السبيل ؟!
?لت له : عليك أن تعيد العلا?ة اليوم ?بل الغد ، وإن ما عمله ابنك خطأ ولكن م?اطعتك له خمس سنوات خطأ أيضا? ، أخبره بأن م?اطعتك له كانت خطأ وعليه أن يكون ابنا? بارا? بوالديه ، ومست?يما? ?ي سلوكه ، ?رد علي الرجل ?ائلا? : أنا أبوه أعت?ر منه ، نحن لم نتربي علي أن يعت?ر الأب من ابنه !!
?لت : يا أخي الخطأ لا يعر? كبيرا? ولا صغيرا? وإنما علي المخطئ أن يعت?ر ، ?لم يعجبه كلامي ، وتابعنا الدورة وانتهي اليوم الأول ، و?ي اليوم الثاني للدورة جاءني الرجل مبتسما? ?رحا? ??رحت ل?رحه ، و?لت له : ما الخبر؟
?لت : أخبرني ، ?ال : طر?ت علي ابني الباب ?ي العاشرة ليلا? وعندما ?تح الباب ?لت له : يا ابني إني أعت?ر من م?اطعتك لمدة خمس سنوات ، ?لم يصد? ابني ما ?لت ورمي رأسه علي صدري ،وظل يبكي ?بكيت معه ، ثم ?ال : يا أبي أخبرني ما?ا تريدني أن أ?عل ، ?إني لن أعصيك أبدا? .
وكان خبرا? م?رحا? لكل من حضر الدورة ، نعم إن الخطأ لا يعر? كبيرا? ولا صغيرا? ، بل إن النبي محمد صلي الله عليه وسلم ?ي إحدي الغزوات كان يساوي بين الص?و? ، ?وضع عصاه ?ي بطن أحد الصحابة ليساوي و?و?ه مع ب?ية الص? ، ?طلب ه?ا الصحابي أن ي?تص من النبي علي ?علته ن ?كش? النبي صلي الله عليه وسلم عن بطنه وأعطاه العصا لي?تص منه ، ولكن الصحابي انكب علي بطنه ي?بله ، ??ال له النبي صلي الله عليه وسلم : لم ?علت ?لك . ??ال أردت أن يكون آخر عهدي بالدنيا أن يمس جلدي جلدك ، واستشهد الصحابي ?ي تلك المعركة .
إن الأب إ?ا أخطأ ?ي ح? أبنائه ثم اعت?ر منهم ?إنه ب?لك يعلمهم الاعت?ار عند الخطأ ، وإ?ا لم يعت?ر ?إنه يربي ?يهم التكبر والتعالي من حيث لا يشعر .. ه?ا ما كنت أ?وله ?ي أحد المجالس ?ي مدينة بوسطن بأمريكا وكان بالمجلس أحد الأصد?اء الأحباء وهو د . وليد ?تيحي ، ?حكي لي تعلي?ا? علي ما ?كرت ?صة حصلت بينه وبين أحد أبنائه عندما كان يلعب معه بكتاب من بلاستيك ، ?و?ع الكتاب خطأ علي وجه الط?ل وجرحه جرحا? بسيطا? ، ??ام واحتضن ابنه واعت?ر منه أكثر منه أكثر من مرة حتى شعر أن ابنه سعد باعت?اره ه?ا ، ?لما ?هب به إلي غر?ة الطوارئ ?ي المستش?ي لعلاجه وكان كل من ي?وم بعلاجه يسأله كي? حصل لك ه?ا الجرح ؟
ي?ول : كنت ألعب مع شخص بالكتاب ?جرحني ولم ي?كر أن أباه هو ال?ي سبب له الجرح .
ثم ?ال د . وليد معل?ا? ، أعت?د أن سبب عدم ?كري لأنني اعت?رت منه، وحدثني صدي? آخر عزيز علي وهو دكتور بالتربية بأنه ??د أعصابه مرة مع أحد أبنائه وشتمه واستهزأ به ثم اعت?ر منه ?عادت العلا?ة أحسن مما كنت عليه ?ي أ?ل من ساعة .
?الاعترا? لا يعر? صغيرا? أو كبيرا? أو ي?ر? بين أب وابن .
?ال تعالى _"?من إتبع هداي ?لايضل ولا يش?ى ومن أعرض عن ?كري ?إن له معيشة ضنكى ونحشرة يوم ال?يامة أعمى ?ال رب لم حشرتني أعمى و?د كنت بصيرا ?ال ك?لك أتتك آياتنا ?نسيتها وك?لك اليوم تنسى وك?لك نجزي من اسر? ولم يؤمن بآيات ربه ولع?اب الآخرة أشد وأب?ى "
وصلني بالبريد وأن?له للإست?اده
أ . جاسم المطوع
?ي موضوع : هل أعت?ر لأبني ؟
أثناء ت?ديمي لإحدى الدورات الخاصة بالرجال لاحظت رجلا? ?د تغير وجهه ، ونزلت دمعة من عينه علي خده ، وكنت و?تها أتحدث عن إحدى مهارات التعامل مع الأبناء وكي?ية استيعابهم .
، وخلال ?ترة الراحة جاءني ه?ا الرجل وحدثني علي ان?راد ?ائلا? : هل تعلم لما?ا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي ؟! ?لت له : لا والله !! ??ال : إن لي ابنا عمره سبعة عشر سنة و?د هجرته من? خمس سنوات لأن لا يسمع كلامي ، ويخرج مع صحبة سيئة ، ويدخن السجائر ، وأخلا?ه ?اسدة ، كما أنه لا يصلي ولا يحترم أمه ،??اطعته ومنعت عنه المصرو? وبنيت له غر?ة خاصة ?ي السطح ، ولكنه لم يرتدع ، ولا أعر? ما?ا أعمل ، ولكن كلامك عن الحوار وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي ، ?ما?ا تنصحني ؟
هل استمر بالم?اطعة أم أعيد العلا?ة ؟! وإ?ا ?لت لي ارجع إليه ?كي? السبيل ؟!
?لت له : عليك أن تعيد العلا?ة اليوم ?بل الغد ، وإن ما عمله ابنك خطأ ولكن م?اطعتك له خمس سنوات خطأ أيضا? ، أخبره بأن م?اطعتك له كانت خطأ وعليه أن يكون ابنا? بارا? بوالديه ، ومست?يما? ?ي سلوكه ، ?رد علي الرجل ?ائلا? : أنا أبوه أعت?ر منه ، نحن لم نتربي علي أن يعت?ر الأب من ابنه !!
?لت : يا أخي الخطأ لا يعر? كبيرا? ولا صغيرا? وإنما علي المخطئ أن يعت?ر ، ?لم يعجبه كلامي ، وتابعنا الدورة وانتهي اليوم الأول ، و?ي اليوم الثاني للدورة جاءني الرجل مبتسما? ?رحا? ??رحت ل?رحه ، و?لت له : ما الخبر؟
?لت : أخبرني ، ?ال : طر?ت علي ابني الباب ?ي العاشرة ليلا? وعندما ?تح الباب ?لت له : يا ابني إني أعت?ر من م?اطعتك لمدة خمس سنوات ، ?لم يصد? ابني ما ?لت ورمي رأسه علي صدري ،وظل يبكي ?بكيت معه ، ثم ?ال : يا أبي أخبرني ما?ا تريدني أن أ?عل ، ?إني لن أعصيك أبدا? .
وكان خبرا? م?رحا? لكل من حضر الدورة ، نعم إن الخطأ لا يعر? كبيرا? ولا صغيرا? ، بل إن النبي محمد صلي الله عليه وسلم ?ي إحدي الغزوات كان يساوي بين الص?و? ، ?وضع عصاه ?ي بطن أحد الصحابة ليساوي و?و?ه مع ب?ية الص? ، ?طلب ه?ا الصحابي أن ي?تص من النبي علي ?علته ن ?كش? النبي صلي الله عليه وسلم عن بطنه وأعطاه العصا لي?تص منه ، ولكن الصحابي انكب علي بطنه ي?بله ، ??ال له النبي صلي الله عليه وسلم : لم ?علت ?لك . ??ال أردت أن يكون آخر عهدي بالدنيا أن يمس جلدي جلدك ، واستشهد الصحابي ?ي تلك المعركة .
إن الأب إ?ا أخطأ ?ي ح? أبنائه ثم اعت?ر منهم ?إنه ب?لك يعلمهم الاعت?ار عند الخطأ ، وإ?ا لم يعت?ر ?إنه يربي ?يهم التكبر والتعالي من حيث لا يشعر .. ه?ا ما كنت أ?وله ?ي أحد المجالس ?ي مدينة بوسطن بأمريكا وكان بالمجلس أحد الأصد?اء الأحباء وهو د . وليد ?تيحي ، ?حكي لي تعلي?ا? علي ما ?كرت ?صة حصلت بينه وبين أحد أبنائه عندما كان يلعب معه بكتاب من بلاستيك ، ?و?ع الكتاب خطأ علي وجه الط?ل وجرحه جرحا? بسيطا? ، ??ام واحتضن ابنه واعت?ر منه أكثر منه أكثر من مرة حتى شعر أن ابنه سعد باعت?اره ه?ا ، ?لما ?هب به إلي غر?ة الطوارئ ?ي المستش?ي لعلاجه وكان كل من ي?وم بعلاجه يسأله كي? حصل لك ه?ا الجرح ؟
ي?ول : كنت ألعب مع شخص بالكتاب ?جرحني ولم ي?كر أن أباه هو ال?ي سبب له الجرح .
ثم ?ال د . وليد معل?ا? ، أعت?د أن سبب عدم ?كري لأنني اعت?رت منه، وحدثني صدي? آخر عزيز علي وهو دكتور بالتربية بأنه ??د أعصابه مرة مع أحد أبنائه وشتمه واستهزأ به ثم اعت?ر منه ?عادت العلا?ة أحسن مما كنت عليه ?ي أ?ل من ساعة .
?الاعترا? لا يعر? صغيرا? أو كبيرا? أو ي?ر? بين أب وابن .
?ال تعالى _"?من إتبع هداي ?لايضل ولا يش?ى ومن أعرض عن ?كري ?إن له معيشة ضنكى ونحشرة يوم ال?يامة أعمى ?ال رب لم حشرتني أعمى و?د كنت بصيرا ?ال ك?لك أتتك آياتنا ?نسيتها وك?لك اليوم تنسى وك?لك نجزي من اسر? ولم يؤمن بآيات ربه ولع?اب الآخرة أشد وأب?ى "
وصلني بالبريد وأن?له للإست?اده