المستعار
06-28-2002, 01:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
?راصنة الأدب وال?كر
" ا?تحم عليَّ مكتبي " نعم إنني أسمِّي تلك الطري?ة التي دخل عليَّ ا?تحاما? ، لأنه لم يستأ?ن ، ولم يسلِّم ، بل دخل ?جأة ، ?ائلا? ، أنا ما أتيتك مسلِّما? ، ولا معبرا? عن إعجابي بما تكتب ، ولكنني جئتك معبرا? لك عن ضي?ي بكل حر? تكتبه ، وبكل بيتِ شعر تصوغه ، أنت لا تكتب شعرا? ، إنما تكتب مواعظ وتنظم نظما? ، إنك تشكِّل عائ?ا? من عوائ? الأدب الحديث ال?ي يحاول أن يتخلَّص من ?بضة الأشكال ال?ديمة ، والأ?كار ال?ديمة ، أرجوك أن تتو?? ، أن تريحنا من نظمك ، ونثرك ، وأ?كارك التي تريد أن تعيدنا بها إلى ال?رون الأولى ، نحن يا صاحبي ?ي ال?رن العشرين ، لعلك لا تعر? ?لك ، أنت لست بناثرٍ ولا شاعر، ه?ا ما أردت أن أ?وله لك .
كان ثائرا? ، غاضبا? ، ?ي احمرار وجهه دليل على بركان من الغضب ، كان يرسل حممه كلمات ?اسية?? غاضبة ، ل?د ?اجأني ح?ا? ، وأثار غضبي ، وأشعل ?ي داخلي شعورا? عارما? بالضي? والتبرُّم مما ?ال ، شعورا? كاد يحملني على أن أكيل له الصاع صاعين ، ولكنني تمالكت ، واستطعت أن أ?تح للصبر نا??ة? هبَّ منها نسيم الهدوء على ?لبي ، كنت أتأمل ملامحه وحركة يديه ، ?أرى أنني أمام مراه?ٍ حان? ، نعم ، ل?د ?دَّرت سنَّه بما لا يتجاوز الثامنة عشرة وانتصرت على سورة الغضب ، وأصغيت إليه حتى أتمَّ كلامه ، أتمَّه والان?عال ما زال يملك عليه مشاعره .
?لت له بهدوء : اجلس حتى نتحدث
?ال لي : لن أجلس ، ما?ا تريد أن ت?ول لي ؟ أنا لا أريد أن أسمع من أمثالك ! أنتم ليس لديكم إلا المواعظ ، الإسلام ، الإسلام ، كل شيء ت?ولونه ، تدخلون ?يه الإسلام ، أسألك سؤالا? صريحا? ، ما علا?ة الإسلام بالأدب ، الإسلام صلاة وصيام وما شابهها ، والأدب شيء آخر ، الإسلام ?يد ، والأدب لا ي?بل ال?يد ، بل إني أسألك سؤالا? أكثر صراحة : ما أهمية الإسلام لنا ?ي ه?ا الزمان ؟ أنا لا أرى له تلك الأهمية التي تتحدثون عنها ! هنا شعرت بأن أعما?ي تغلي ، وبأن الغضب ?د ملك عليَّ جوانب ن?سي ، لابد من الردّ ب?سوة وعن? لا هوادة ?يها ، ل?د تجاوز الأمر الأدب والشعر ، وأصبح يمس الدين والع?يدة ، إلا ?لي?هب الاتزان والهدوء إلى غير رجعة ، كان يتحدث وأنا أ?كر ?ي الطري?ة التي أبدأ بها ?ي الردِّ عليه ،هل أبدأ بالصراخ ?ي وجهه المحمرِّ الغاضب ، أم أبدأ بلطمة ?وية تعيد إليه وعيَه !! ........
لم أسمع ?ي حينها صوتا? آخر ?ي ن?سي يناديني إلى الهدوء ، بل كنت أصغي إلى أصوات صاخبة ت?ول لي : واجه ه?ا الشاب الطائش بما يستح? ، لم تكن لديَّ عصا ، لا بأس ، يمكن أن ي?وم الع?ال ال?ي يحيط برأسك م?ام العصا ، ح?ا? أصبحت ?ي تلك اللحظة مهيَّـئا? للمعركة وأني ل?ي تلك الحالة إ?ا ارت?ع صوت المؤ?ن لصلاة العشاء " الله أكبر ، الله أكبر " .
ما أروع ه?ا الصوت ، ل?د انسكب ?ي عرو?ي عبر مسامعي راحة ? وهدوءا? " الله أكبر " من كل ه?ا الأوهام التي ينط? بها ال?تى المسكين ، وشعرت ?ي لحظتها بش??ة عليه ، وانت?لت من حالة الغضب الشديد ، إلى حالة الحرص على إن?ا? ه?ا ال?تى ال?ي يتلاعب به الشيطان ..
?لت له : اجلس يا أخي ، ل?د سمعت كلامك ، ?أعجبني ?يك صد?ك ?ي ن?ل ما تشعر به دون ك?بٍ ولا تزوي? ، أنت رجل صريح ?ي عصر ??د ?يه الصراحة ، وأصبح الناس ?يه ? غالبا? ? يبطنون ما لا يظهرون ، أنت ?تى? صاد? ٌ?ي التعبير عن ن?سك ، وك?ى به?ه الص?ة دليلا? على ات?ا? مخبرك ومظهرك .
-الحمد الله ? ل?د ?رأت آثار الم?اجأة على وجهه ، نعم ?وجئ به?ا المو?? المتسامح ، بل شعرت أنه ?د أصيب ب?درٍ لا بأس به من الحياء ، وبعد تردُّد جلس ?ائلا ? :
نعم ، ما?ا تريد أن ت?ول ؟
?لت له : أريد أن أعر? اسمك أولا? ..
وسكت ?ليلا ?ثم ?ال : عبد الله بن .... ، وبادرته بعد أن سمعت اسم عائلته ب?ولي : ما شاء الله أنت من عائلة طيبة ، وأعر? منها أشخاصا? طيبين منهم الأستا? " ?لان " ، وما إن ?كرت اسم ?لك الرجل ، حتى ثارت ثائرته ، و?ال بشدة : ه?ا مع?َّد !، ولم أنا?شه ?يما ?ال ??د ?همت أن ?ي حياته مشكلة ? ?د د?عته إلى ه?ا الانحرا? .
?لت له مبتسما? : يا عبد الله أنت تعيش ?ي مجتمع تختل? مشارب الناس ?يه ?لا تظن الناس جميعا? مثلك لابد أن يحتمل أهل الوعي غيرهم ممن هم أ?لّ وعيا? .
كنت أتابعه بنظري ، ل?د ان?رجت أسارير وجهه ، لاشك أنه ?وجئ ، كان يظن أن مو??ي سيكون على غير ما يرى ، بل إنه عبر عن ?لك ب?وله :
على أي حال أنا آس? إ?ا كنت ?د تحدثت معك بان?عال .
?لت له : لا عليك ، يهمني الآن أن تشعر بأنك أمام أخ لك يريد أن ينا?شك ?هل أنت مستعد .
?ال : نعم .
?لت له : سنشرب الشاي ولكن بعد الصلاة .
?ال : لا أستطيع الصلاة .
?لت له : لما?ا لا تحاول ، ما ال?ي يمنعك من ?لك ؟
لم يزد على أن ?ال : أنا أستأ?نك الآن وسو? أعود إليك بعد الصلاة .
?لت له مبتسما? : لابد أن تعود ?إني وكوب الشاي ?ي انتظارك . بعد صلاة العشاء ب?ليل جاءني ، كان هادئا? هدوءا? عجيبا? ?ال لي : ع?را? أشعر أنني ?د أسأت الأدب معك .
?لت له : لا ت?كر ?ي ه?ا الأمر ، إني أع?رك ح?ا? ، ولا أجد ?ي ن?سي عليك شيئا? .
كنت ? لحظتها ? أسائل ن?سي ، يا ترى ما?ا كان سيحدث لو استجبت لصوت الغضب ؟
?لت لصاحبي : هل أنت مستعد للمنا?شة ؟
?ال : نعم ، وابتسم ، وشرب الشاي وبدأت المنا?شة .
بدأت معه بموضوع الأدب والشعر :
سألته : هل ?رأت لي كثيرا ؟ ?ال بعض ال?صائد.
?لت : كم ?صيدة ?رأت ، عشر ?صائد ، عشرين ، ثلاثين ، ?ال : كلا ، بل لا تتجاوز اثنتين أو ثلاثا ، أنا لا أرضى أن يضيع و?تي ?ي ?راءة شعر لا يعبر عن روح العصر !
?لت له : أنت ?تى صريح وصاد? ، أسألك : هل يك?ي ما ?رأته لإصدار ه?ا الحكم العام ال?ي ?كرته ؟
بعد لحظة صمت ?ال لي :
إن أستا?ي ?ي الأدب والن?د ?ي الجامعة ?د ك?اني ه?ه المهمة ل?د أكد لي أن شعرك لا يعبر عن روح العصر ، وأنه نظم لا ير?ى إلى منزلة الشعر ، وأنا وأث? برأي أستا?ي .
?لت له :
ألست صاحب ع?ل وت?كير ، أليس جديرا? بمثلك أن تطَّـلع على الشيء بن?سك لتصل إلى الح?ي?ة دون رتوش ؟ ألم ت?ل إنك ابن ال?رن العشرين ، ?رن الت?كير والع?ل ، ?أين ع?لك إ?ن ، أليس جديرا? بك أن ت?رأ شعري ثم ت?ول لأستا?ك نعم ، أو لا ؟
?ال بعد صمتٍ ?صير : بلى ..
وأهديته ديوانين من شعري وات??نا على الل?اء بعد شهر لأسمع رأيه ?يما ?رأ ، و?بل أن أودعه ?لت له : هل يمكن أن أسألك سؤالا آخر؟
كانت ن?سه ?د هدأت ،وصدره ?د انشرح ل?د كُـسر حاجز الوحشة ?يما بيننا وشاع جوٌّ من الأُلْ?ةِ التي ظهر أثرها على ملامح وجهه الوسيم .
?ال لي : نعم ، إني مستعد للإجابة عن كل ما تريد ..
?لت له : هل عندك شك ?ي الإسلام ؟
غام وجهه من جديد ، بل اربدَّ وعلتْه سحابة دكناء ، لم أع?ِّب على سؤالي بكلمة ، كنت أنتظر جوابه ب?ارغ الصبر ، وكنت أرجو أن ي?ول " كلاَّ" يا ليته ي?ولها ..... إن كلمته التي ?الها ?بل ?ليل عن الإسلام ?د ملأت ن?سي بالأسى والوحشة والحزن العمي? ، ألم ي?ل ?ي لحظة ان?عال : " ما أهمية الإسلام لنا ?ي ه?ا الزمان ؟" يا له من سؤال ٍخطير ، يا للحسرة , ليس ال?تى من أدغال أ?ري?يا ، ولا من أطرا? العالم ال?ي لم تصل إليه رسالة الإسلام ، كلا ، إنَّ ال?تى من بلاد الإسلام ، نشأ ?ي أسرة مسلمة محا?ظة ، يا ترى من أين جاءته ه?ه اللـَّوثة المدمِّرة ، إني لأرجو أن يكون ان?عاله وغضبه هو الدا?ع ل?ول تلك الكلمة ، أرجو ألا يكون لها ج?ور ?ي ع?له .....
?ال بصوتٍ واهن : أصد?ك ال?ول : نعم عندي شك ?ي الإسلام !!
أصابني هدوء الم?اجأة ، أو بَهْتَةُ المو?? ، نعم ، هك?ا ينطل? بها لسانك يا عبد الله ، بكل سهولةٍ دون تردُّد؟!
كان صوتي خا?تا? ، وكانت عباراتي محمَّلة? ب?درٍ كبير من الحزن والش??ة على ه?ا ال?تى المخدوع ، ل?د أحسَّ ال?تى ب?لك ، وله?ا بادرني ?ائلا : أرجوك ألاَّ تغضب منَّي ، إني أصارحك ، لا أستطيع أنْ أك?ب عليك .
?لت له من أين جاءك ه?ا الشك ؟
سكت ?ليلا ثم ?ال : من منا?شاتي مع بعض المث??ين ، ومن ?راءتي لكتب دلَّني عليها بعض أسات?تي وأصد?ائي ، ل?د نشأت ?ي ?هني أسئلةٌ كثيرة من خلال تلك المنا?شات وال?راءات عن الكون والعلم والدين والع?ل ، إن الغرب يتطوَّر بشكل م?هل مع أنه لا دين له ، ولا يعتر? بالإسلام ، أما عالمنا الإسلامي ?هو يعيش حالة التخلُّ? وال?لِّ ما ?ائدة الإسلام إ?ن ؟!
?لت له : يا عبد الله .. هل يُطبَّ? الإسلام ?ي عالمنا الإسلامي تطبي?ا? صحيحا? ، هل يتصل عالمنا الإسلامي بالله اتصالا? ح?ي?ياُ ؟
تو?? ?ليلا? ثم ?ال : كلا .
?لت : ?ما ?نب الإسلام إ?نْ ، ولما?ا نست?رئ ال?ضية ه?ا الاست?راء النا?ص ، ولما?ا لا ن?تح آ?ا? الت?كير الصحيح ?ي ه?ا الموضوع ؟ أنت يا عبد الله تعاني من مشكلةِ إلغاء ع?لك ، والت?كير بع?ول الآخرين .
بدا على وجهه أثرٌ لاضطراب كبير وصراع ن?سي خطير ..
?لت له : هل يمكن أن أعر? أسماء بعض من ت?رأ لهم ؟
يا للهول ، ل?د ?كر لي عددا? من الأسماء ، كل اسم ٍمنها ك?يل بتدمير أمة ٍبكاملها ، إنها أسماءٌ لامعة ل?راصنة ال?كر والأدب ?ي عالمنا الإسلامي ، سعيد ع?ل ، جابر عص?ور ، محمد أركون ، أدونيس ، غالي شكري ، إن ع?ل " عبد الله " ل?اصرٌ ح?ا? عن مواجهة الأوهام والشبه والشكوك التي تثيرها أ?لام هؤلاء .
وسألته سؤالا? حادا? صارخا? : من ال?ي دلّك على ه?ه الأسماء يا عبد الله ؟! وبعد صمت ليس بال?صير ?ال لي : ليس مهما? أن أ?كر أسماء من دلَّني ، المهم أنني مستعد للمنا?شة .
?لت له : ?بل المنا?شة لابد من التوازن ..
?ال : ما?ا تعني بالتوازن ؟ ?لت : أن ت?رأ بعض الكتب التي تمثـِّل الاتجاه الآخر ، والتي تشرح جوانب ه?ه ال?ضية ، وتبيـِّن بعمليَّة ٍواست?صاء خطأ الأ?كار التي يطرحها " العلمانيون " والمتسكّعون ?ي دروب ال?كر المنحر? .
وا?تر?نا على أن نلت?ي ?ي اليوم التالي لأعطيه بعض الكتب .
ل?د كانت تلك الليلة مث?لة? بالهموم والت?كير ، والتساؤلات .
يا ترى إلى متى تظلُّ ه?ه الأ?لام الحا?دة الملحدة تكتب عن الإسلام ؟ مَنْ ال?ي يحمي شباب الإسلام نساء? ورجالا? من ضلالات المضلِّين ؟ .. إنَّ ب?ر ب?رة الشك ?ي ن?وس شباب الإسلام من أخطر وسائل تدمير الأمة ، ثم أين الأسرة المسلمة التي تتابع أبناءها بأسلوب تربوي ناجح ، أين أبو عبد الله ه?ا وأ?اربه ، أين الخير رجال الصحوة عن أمثاله ؟!
بل أين إحساس بعض الأسات?ة ال?ين يشحنون ع?ول الطلاب بمثل ه?ه التُرَّهات ؟
أين إحساس ال?ائمين على بعض الصح? والمجلات ، ال?ين يروِّجون لأ?كار أولئك المنحر?ين ونصوصهم البعيدة عن جادَّة الإسلام ؟
يا لها من أسئلة مؤلمة ، ويا له من جرح ٍعمي? !!
و?ي اليوم التالي جاءني عبد الله ?بل الموعد المحدَّد وحمدت الله كثيرا? إنَّ ه?ا دليل على انشراح صدره ، واستعداده لسماع الرأي الآخر .
?ال لي : إني أعت?ر إليك ح?ا? ل?د استعرضت البارحة ما جرى لي معك ?ي أوَّل ل?ائنا ?شعرت أنني أسأت إليك .
?لت له : لا تضخِّم الأمر إني سعيد بمعر?تك .
وأعطيته بعض الكتب منها : الصراع بين ال?كرة الإسلامية وال?كرة الغربية ?ي الأ?طار الإسلامية لأبي الحسن الندوي ، " والعرب والإسلام " لأبي حسن الندوي أيضا? ، و" تها?ت العلمانية " للدكتور عماد الدين خليل ، و" ما?ا خسر العالم بانحطاط المسلمين " لأبي حسن الندوي ، و " ور?ة ?ي الرد على العلمانية " للدكتور محمد يحيى ، و" الله سبحانه إنكار الكا?رين دليل وجوده " للشيخ محمد متولي الشعراوي ، و " الإسلام والحضارة الغربية " للدكتور محمد محمد حسين ...
?لت له : ه?ه مكتبة صغيرة أهديها إليك ، لا أطالبك ب?راءتها كلِّها ، لكني أ?ترح عليك بعضها ، وأعطيك مهلة شهرين نلت?ي بعدها للمنا?شة .
?ال لي متحمّسا? : بل يك?يني شهر واحد ، أنا مدمن ?راءة ، أ?رأ ?ي اليوم ما لا ي?ل عن عشر ساعات .
و?بل أن ينصر? ?لت له : هل لي أن أ?ترح عليك ا?تراحا? آخر .
?ال : نعم ، أنا مستعد للتن?ي? .
?لت له مبتسما? : هك?ا مستعد للتن?ي? مباشرة? حتى لو كان الا?تراح لا يعجبك !
ابتسم و?ال : نعم ، ?لت له : يا عبد الله أنت مسلم ،إن إسلامك نعمة كبيرة من الله عليك ، ومن ح? الله على عبده المسلم أن يطيعه ، إن ?ي الأرض ملايين الحيارى التائهين يبحثون عن ح?ي?ة " روحية " تريحهم من ظلمات الإلحاد والضلال والشك ؛ إن الإسلام هو طري? النجاة ، ?كي? ندعو الناس إليه إ?ا كنا نحن ?أهله- متشككين ?يه ؟!
يا عبد الله : أ?ترح عليك أن تبدأ بخطوةٍ ?ي الطري? ، أن تؤدي الصلاة التي ?رضها الله عليك ، أنت صاحب إرادة ، ومثلك ?ادر على التن?ي? ، تأكد أن الصلاة ستن?لك ن?لة ? كبيرة إلى عوالم مضيئة من الراحة والي?ين ، وست?تح آ?ا? ?هنك ل?هم المعاني التي تتضمّنها الكتب المهداة إليك .
وجلس عبد الله على الم?عد بعد أن كان وا??ا? ، ?ال لي : ت?ترح ا?تراحا? : يا له من أسلوبٍ رائع تعاملني به ، إني أعر? ل?َّة الصلاة ، لم أتركها إلا من? أربع سنوات ، ل?د تعرَّضت لأشدِّ أصنا? الع?اب من أبي ، والتأنيب من أمي ، والكلمات الجارحة من بعض أ?اربي ، من أجل الصلاة ، ومع ?لك لم أزد إلاّ ن?ورا? !
وسكت ثم دسَّ وجهَه ?ي راحتيه وأخ? يبكي ، نعم كان بكاء? شديدا? ، وغامت عيناي ?رحة? ببكائه ، إنَّ دموعه ه?ه ستغسل ما ران على ?لبه ، يا إلهي أشكرك ، إنَّ ال?اصل بين الضلال والهداية حاجز ن?سي إ?ا زال ، تبدَّدت الأوهام .
اللهم لا تحرمني من أجر هداية ه?ا ال?تى ، ور?ع عبد الله رأسه و?ال : أنا مستعد لتن?ي? الا?تراح ..
ولم أنا?ش عبد الله بعد شهر ، لأنه جاء إليَّ و?د غسل عن ?لبه أدران الشك وعن ?هنه أوزار الأباطيل .
?ال لي : أنا الآن عبد الله بن " ........" رجعت إلى ساحة الح? بعد رحلةٍ مضنيةٍ مع الأوهام ....
?لت له مبتسما? : ما رأيك ?ي شعري ؟
?ال : أنا لست نا?دا حتى أ?وَّم شعرك ، ولكني أخبرك أنني ?رأت بعض ?صائدك أكثر من مرة لأنني وجدت ?يها ما يعبّر عن ن?سي ...
?لت له : وأين ت?هب برأي أستا?ك ال?ي تث? به ؟
?ال : ل?د أعجبتني كلمة ?لتها لي ?ي ل?ائنا الأوَّل ، حين سميت أصحاب الأ?كار المنحر?ة بـ" ?راصنة الأدب وال?كر " إن أستا?ي واحد منهم .
?لت ، وأنا أشعر بال?رح لما أرى من حال عبد الله ، وأشعر بالأسى حزنا? على عشرات الشباب سواه ممن يتعرضون لأساليب التشكيك والتضليل :
حسبنا الله على " ?راصنة الأدب وال?كر "!
المصدر كتاب لا تغضب .. منا?شات هادئة
للدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي
http://www.saaid.net/Minute/m26.htm
?راصنة الأدب وال?كر
" ا?تحم عليَّ مكتبي " نعم إنني أسمِّي تلك الطري?ة التي دخل عليَّ ا?تحاما? ، لأنه لم يستأ?ن ، ولم يسلِّم ، بل دخل ?جأة ، ?ائلا? ، أنا ما أتيتك مسلِّما? ، ولا معبرا? عن إعجابي بما تكتب ، ولكنني جئتك معبرا? لك عن ضي?ي بكل حر? تكتبه ، وبكل بيتِ شعر تصوغه ، أنت لا تكتب شعرا? ، إنما تكتب مواعظ وتنظم نظما? ، إنك تشكِّل عائ?ا? من عوائ? الأدب الحديث ال?ي يحاول أن يتخلَّص من ?بضة الأشكال ال?ديمة ، والأ?كار ال?ديمة ، أرجوك أن تتو?? ، أن تريحنا من نظمك ، ونثرك ، وأ?كارك التي تريد أن تعيدنا بها إلى ال?رون الأولى ، نحن يا صاحبي ?ي ال?رن العشرين ، لعلك لا تعر? ?لك ، أنت لست بناثرٍ ولا شاعر، ه?ا ما أردت أن أ?وله لك .
كان ثائرا? ، غاضبا? ، ?ي احمرار وجهه دليل على بركان من الغضب ، كان يرسل حممه كلمات ?اسية?? غاضبة ، ل?د ?اجأني ح?ا? ، وأثار غضبي ، وأشعل ?ي داخلي شعورا? عارما? بالضي? والتبرُّم مما ?ال ، شعورا? كاد يحملني على أن أكيل له الصاع صاعين ، ولكنني تمالكت ، واستطعت أن أ?تح للصبر نا??ة? هبَّ منها نسيم الهدوء على ?لبي ، كنت أتأمل ملامحه وحركة يديه ، ?أرى أنني أمام مراه?ٍ حان? ، نعم ، ل?د ?دَّرت سنَّه بما لا يتجاوز الثامنة عشرة وانتصرت على سورة الغضب ، وأصغيت إليه حتى أتمَّ كلامه ، أتمَّه والان?عال ما زال يملك عليه مشاعره .
?لت له بهدوء : اجلس حتى نتحدث
?ال لي : لن أجلس ، ما?ا تريد أن ت?ول لي ؟ أنا لا أريد أن أسمع من أمثالك ! أنتم ليس لديكم إلا المواعظ ، الإسلام ، الإسلام ، كل شيء ت?ولونه ، تدخلون ?يه الإسلام ، أسألك سؤالا? صريحا? ، ما علا?ة الإسلام بالأدب ، الإسلام صلاة وصيام وما شابهها ، والأدب شيء آخر ، الإسلام ?يد ، والأدب لا ي?بل ال?يد ، بل إني أسألك سؤالا? أكثر صراحة : ما أهمية الإسلام لنا ?ي ه?ا الزمان ؟ أنا لا أرى له تلك الأهمية التي تتحدثون عنها ! هنا شعرت بأن أعما?ي تغلي ، وبأن الغضب ?د ملك عليَّ جوانب ن?سي ، لابد من الردّ ب?سوة وعن? لا هوادة ?يها ، ل?د تجاوز الأمر الأدب والشعر ، وأصبح يمس الدين والع?يدة ، إلا ?لي?هب الاتزان والهدوء إلى غير رجعة ، كان يتحدث وأنا أ?كر ?ي الطري?ة التي أبدأ بها ?ي الردِّ عليه ،هل أبدأ بالصراخ ?ي وجهه المحمرِّ الغاضب ، أم أبدأ بلطمة ?وية تعيد إليه وعيَه !! ........
لم أسمع ?ي حينها صوتا? آخر ?ي ن?سي يناديني إلى الهدوء ، بل كنت أصغي إلى أصوات صاخبة ت?ول لي : واجه ه?ا الشاب الطائش بما يستح? ، لم تكن لديَّ عصا ، لا بأس ، يمكن أن ي?وم الع?ال ال?ي يحيط برأسك م?ام العصا ، ح?ا? أصبحت ?ي تلك اللحظة مهيَّـئا? للمعركة وأني ل?ي تلك الحالة إ?ا ارت?ع صوت المؤ?ن لصلاة العشاء " الله أكبر ، الله أكبر " .
ما أروع ه?ا الصوت ، ل?د انسكب ?ي عرو?ي عبر مسامعي راحة ? وهدوءا? " الله أكبر " من كل ه?ا الأوهام التي ينط? بها ال?تى المسكين ، وشعرت ?ي لحظتها بش??ة عليه ، وانت?لت من حالة الغضب الشديد ، إلى حالة الحرص على إن?ا? ه?ا ال?تى ال?ي يتلاعب به الشيطان ..
?لت له : اجلس يا أخي ، ل?د سمعت كلامك ، ?أعجبني ?يك صد?ك ?ي ن?ل ما تشعر به دون ك?بٍ ولا تزوي? ، أنت رجل صريح ?ي عصر ??د ?يه الصراحة ، وأصبح الناس ?يه ? غالبا? ? يبطنون ما لا يظهرون ، أنت ?تى? صاد? ٌ?ي التعبير عن ن?سك ، وك?ى به?ه الص?ة دليلا? على ات?ا? مخبرك ومظهرك .
-الحمد الله ? ل?د ?رأت آثار الم?اجأة على وجهه ، نعم ?وجئ به?ا المو?? المتسامح ، بل شعرت أنه ?د أصيب ب?درٍ لا بأس به من الحياء ، وبعد تردُّد جلس ?ائلا ? :
نعم ، ما?ا تريد أن ت?ول ؟
?لت له : أريد أن أعر? اسمك أولا? ..
وسكت ?ليلا ?ثم ?ال : عبد الله بن .... ، وبادرته بعد أن سمعت اسم عائلته ب?ولي : ما شاء الله أنت من عائلة طيبة ، وأعر? منها أشخاصا? طيبين منهم الأستا? " ?لان " ، وما إن ?كرت اسم ?لك الرجل ، حتى ثارت ثائرته ، و?ال بشدة : ه?ا مع?َّد !، ولم أنا?شه ?يما ?ال ??د ?همت أن ?ي حياته مشكلة ? ?د د?عته إلى ه?ا الانحرا? .
?لت له مبتسما? : يا عبد الله أنت تعيش ?ي مجتمع تختل? مشارب الناس ?يه ?لا تظن الناس جميعا? مثلك لابد أن يحتمل أهل الوعي غيرهم ممن هم أ?لّ وعيا? .
كنت أتابعه بنظري ، ل?د ان?رجت أسارير وجهه ، لاشك أنه ?وجئ ، كان يظن أن مو??ي سيكون على غير ما يرى ، بل إنه عبر عن ?لك ب?وله :
على أي حال أنا آس? إ?ا كنت ?د تحدثت معك بان?عال .
?لت له : لا عليك ، يهمني الآن أن تشعر بأنك أمام أخ لك يريد أن ينا?شك ?هل أنت مستعد .
?ال : نعم .
?لت له : سنشرب الشاي ولكن بعد الصلاة .
?ال : لا أستطيع الصلاة .
?لت له : لما?ا لا تحاول ، ما ال?ي يمنعك من ?لك ؟
لم يزد على أن ?ال : أنا أستأ?نك الآن وسو? أعود إليك بعد الصلاة .
?لت له مبتسما? : لابد أن تعود ?إني وكوب الشاي ?ي انتظارك . بعد صلاة العشاء ب?ليل جاءني ، كان هادئا? هدوءا? عجيبا? ?ال لي : ع?را? أشعر أنني ?د أسأت الأدب معك .
?لت له : لا ت?كر ?ي ه?ا الأمر ، إني أع?رك ح?ا? ، ولا أجد ?ي ن?سي عليك شيئا? .
كنت ? لحظتها ? أسائل ن?سي ، يا ترى ما?ا كان سيحدث لو استجبت لصوت الغضب ؟
?لت لصاحبي : هل أنت مستعد للمنا?شة ؟
?ال : نعم ، وابتسم ، وشرب الشاي وبدأت المنا?شة .
بدأت معه بموضوع الأدب والشعر :
سألته : هل ?رأت لي كثيرا ؟ ?ال بعض ال?صائد.
?لت : كم ?صيدة ?رأت ، عشر ?صائد ، عشرين ، ثلاثين ، ?ال : كلا ، بل لا تتجاوز اثنتين أو ثلاثا ، أنا لا أرضى أن يضيع و?تي ?ي ?راءة شعر لا يعبر عن روح العصر !
?لت له : أنت ?تى صريح وصاد? ، أسألك : هل يك?ي ما ?رأته لإصدار ه?ا الحكم العام ال?ي ?كرته ؟
بعد لحظة صمت ?ال لي :
إن أستا?ي ?ي الأدب والن?د ?ي الجامعة ?د ك?اني ه?ه المهمة ل?د أكد لي أن شعرك لا يعبر عن روح العصر ، وأنه نظم لا ير?ى إلى منزلة الشعر ، وأنا وأث? برأي أستا?ي .
?لت له :
ألست صاحب ع?ل وت?كير ، أليس جديرا? بمثلك أن تطَّـلع على الشيء بن?سك لتصل إلى الح?ي?ة دون رتوش ؟ ألم ت?ل إنك ابن ال?رن العشرين ، ?رن الت?كير والع?ل ، ?أين ع?لك إ?ن ، أليس جديرا? بك أن ت?رأ شعري ثم ت?ول لأستا?ك نعم ، أو لا ؟
?ال بعد صمتٍ ?صير : بلى ..
وأهديته ديوانين من شعري وات??نا على الل?اء بعد شهر لأسمع رأيه ?يما ?رأ ، و?بل أن أودعه ?لت له : هل يمكن أن أسألك سؤالا آخر؟
كانت ن?سه ?د هدأت ،وصدره ?د انشرح ل?د كُـسر حاجز الوحشة ?يما بيننا وشاع جوٌّ من الأُلْ?ةِ التي ظهر أثرها على ملامح وجهه الوسيم .
?ال لي : نعم ، إني مستعد للإجابة عن كل ما تريد ..
?لت له : هل عندك شك ?ي الإسلام ؟
غام وجهه من جديد ، بل اربدَّ وعلتْه سحابة دكناء ، لم أع?ِّب على سؤالي بكلمة ، كنت أنتظر جوابه ب?ارغ الصبر ، وكنت أرجو أن ي?ول " كلاَّ" يا ليته ي?ولها ..... إن كلمته التي ?الها ?بل ?ليل عن الإسلام ?د ملأت ن?سي بالأسى والوحشة والحزن العمي? ، ألم ي?ل ?ي لحظة ان?عال : " ما أهمية الإسلام لنا ?ي ه?ا الزمان ؟" يا له من سؤال ٍخطير ، يا للحسرة , ليس ال?تى من أدغال أ?ري?يا ، ولا من أطرا? العالم ال?ي لم تصل إليه رسالة الإسلام ، كلا ، إنَّ ال?تى من بلاد الإسلام ، نشأ ?ي أسرة مسلمة محا?ظة ، يا ترى من أين جاءته ه?ه اللـَّوثة المدمِّرة ، إني لأرجو أن يكون ان?عاله وغضبه هو الدا?ع ل?ول تلك الكلمة ، أرجو ألا يكون لها ج?ور ?ي ع?له .....
?ال بصوتٍ واهن : أصد?ك ال?ول : نعم عندي شك ?ي الإسلام !!
أصابني هدوء الم?اجأة ، أو بَهْتَةُ المو?? ، نعم ، هك?ا ينطل? بها لسانك يا عبد الله ، بكل سهولةٍ دون تردُّد؟!
كان صوتي خا?تا? ، وكانت عباراتي محمَّلة? ب?درٍ كبير من الحزن والش??ة على ه?ا ال?تى المخدوع ، ل?د أحسَّ ال?تى ب?لك ، وله?ا بادرني ?ائلا : أرجوك ألاَّ تغضب منَّي ، إني أصارحك ، لا أستطيع أنْ أك?ب عليك .
?لت له من أين جاءك ه?ا الشك ؟
سكت ?ليلا ثم ?ال : من منا?شاتي مع بعض المث??ين ، ومن ?راءتي لكتب دلَّني عليها بعض أسات?تي وأصد?ائي ، ل?د نشأت ?ي ?هني أسئلةٌ كثيرة من خلال تلك المنا?شات وال?راءات عن الكون والعلم والدين والع?ل ، إن الغرب يتطوَّر بشكل م?هل مع أنه لا دين له ، ولا يعتر? بالإسلام ، أما عالمنا الإسلامي ?هو يعيش حالة التخلُّ? وال?لِّ ما ?ائدة الإسلام إ?ن ؟!
?لت له : يا عبد الله .. هل يُطبَّ? الإسلام ?ي عالمنا الإسلامي تطبي?ا? صحيحا? ، هل يتصل عالمنا الإسلامي بالله اتصالا? ح?ي?ياُ ؟
تو?? ?ليلا? ثم ?ال : كلا .
?لت : ?ما ?نب الإسلام إ?نْ ، ولما?ا نست?رئ ال?ضية ه?ا الاست?راء النا?ص ، ولما?ا لا ن?تح آ?ا? الت?كير الصحيح ?ي ه?ا الموضوع ؟ أنت يا عبد الله تعاني من مشكلةِ إلغاء ع?لك ، والت?كير بع?ول الآخرين .
بدا على وجهه أثرٌ لاضطراب كبير وصراع ن?سي خطير ..
?لت له : هل يمكن أن أعر? أسماء بعض من ت?رأ لهم ؟
يا للهول ، ل?د ?كر لي عددا? من الأسماء ، كل اسم ٍمنها ك?يل بتدمير أمة ٍبكاملها ، إنها أسماءٌ لامعة ل?راصنة ال?كر والأدب ?ي عالمنا الإسلامي ، سعيد ع?ل ، جابر عص?ور ، محمد أركون ، أدونيس ، غالي شكري ، إن ع?ل " عبد الله " ل?اصرٌ ح?ا? عن مواجهة الأوهام والشبه والشكوك التي تثيرها أ?لام هؤلاء .
وسألته سؤالا? حادا? صارخا? : من ال?ي دلّك على ه?ه الأسماء يا عبد الله ؟! وبعد صمت ليس بال?صير ?ال لي : ليس مهما? أن أ?كر أسماء من دلَّني ، المهم أنني مستعد للمنا?شة .
?لت له : ?بل المنا?شة لابد من التوازن ..
?ال : ما?ا تعني بالتوازن ؟ ?لت : أن ت?رأ بعض الكتب التي تمثـِّل الاتجاه الآخر ، والتي تشرح جوانب ه?ه ال?ضية ، وتبيـِّن بعمليَّة ٍواست?صاء خطأ الأ?كار التي يطرحها " العلمانيون " والمتسكّعون ?ي دروب ال?كر المنحر? .
وا?تر?نا على أن نلت?ي ?ي اليوم التالي لأعطيه بعض الكتب .
ل?د كانت تلك الليلة مث?لة? بالهموم والت?كير ، والتساؤلات .
يا ترى إلى متى تظلُّ ه?ه الأ?لام الحا?دة الملحدة تكتب عن الإسلام ؟ مَنْ ال?ي يحمي شباب الإسلام نساء? ورجالا? من ضلالات المضلِّين ؟ .. إنَّ ب?ر ب?رة الشك ?ي ن?وس شباب الإسلام من أخطر وسائل تدمير الأمة ، ثم أين الأسرة المسلمة التي تتابع أبناءها بأسلوب تربوي ناجح ، أين أبو عبد الله ه?ا وأ?اربه ، أين الخير رجال الصحوة عن أمثاله ؟!
بل أين إحساس بعض الأسات?ة ال?ين يشحنون ع?ول الطلاب بمثل ه?ه التُرَّهات ؟
أين إحساس ال?ائمين على بعض الصح? والمجلات ، ال?ين يروِّجون لأ?كار أولئك المنحر?ين ونصوصهم البعيدة عن جادَّة الإسلام ؟
يا لها من أسئلة مؤلمة ، ويا له من جرح ٍعمي? !!
و?ي اليوم التالي جاءني عبد الله ?بل الموعد المحدَّد وحمدت الله كثيرا? إنَّ ه?ا دليل على انشراح صدره ، واستعداده لسماع الرأي الآخر .
?ال لي : إني أعت?ر إليك ح?ا? ل?د استعرضت البارحة ما جرى لي معك ?ي أوَّل ل?ائنا ?شعرت أنني أسأت إليك .
?لت له : لا تضخِّم الأمر إني سعيد بمعر?تك .
وأعطيته بعض الكتب منها : الصراع بين ال?كرة الإسلامية وال?كرة الغربية ?ي الأ?طار الإسلامية لأبي الحسن الندوي ، " والعرب والإسلام " لأبي حسن الندوي أيضا? ، و" تها?ت العلمانية " للدكتور عماد الدين خليل ، و" ما?ا خسر العالم بانحطاط المسلمين " لأبي حسن الندوي ، و " ور?ة ?ي الرد على العلمانية " للدكتور محمد يحيى ، و" الله سبحانه إنكار الكا?رين دليل وجوده " للشيخ محمد متولي الشعراوي ، و " الإسلام والحضارة الغربية " للدكتور محمد محمد حسين ...
?لت له : ه?ه مكتبة صغيرة أهديها إليك ، لا أطالبك ب?راءتها كلِّها ، لكني أ?ترح عليك بعضها ، وأعطيك مهلة شهرين نلت?ي بعدها للمنا?شة .
?ال لي متحمّسا? : بل يك?يني شهر واحد ، أنا مدمن ?راءة ، أ?رأ ?ي اليوم ما لا ي?ل عن عشر ساعات .
و?بل أن ينصر? ?لت له : هل لي أن أ?ترح عليك ا?تراحا? آخر .
?ال : نعم ، أنا مستعد للتن?ي? .
?لت له مبتسما? : هك?ا مستعد للتن?ي? مباشرة? حتى لو كان الا?تراح لا يعجبك !
ابتسم و?ال : نعم ، ?لت له : يا عبد الله أنت مسلم ،إن إسلامك نعمة كبيرة من الله عليك ، ومن ح? الله على عبده المسلم أن يطيعه ، إن ?ي الأرض ملايين الحيارى التائهين يبحثون عن ح?ي?ة " روحية " تريحهم من ظلمات الإلحاد والضلال والشك ؛ إن الإسلام هو طري? النجاة ، ?كي? ندعو الناس إليه إ?ا كنا نحن ?أهله- متشككين ?يه ؟!
يا عبد الله : أ?ترح عليك أن تبدأ بخطوةٍ ?ي الطري? ، أن تؤدي الصلاة التي ?رضها الله عليك ، أنت صاحب إرادة ، ومثلك ?ادر على التن?ي? ، تأكد أن الصلاة ستن?لك ن?لة ? كبيرة إلى عوالم مضيئة من الراحة والي?ين ، وست?تح آ?ا? ?هنك ل?هم المعاني التي تتضمّنها الكتب المهداة إليك .
وجلس عبد الله على الم?عد بعد أن كان وا??ا? ، ?ال لي : ت?ترح ا?تراحا? : يا له من أسلوبٍ رائع تعاملني به ، إني أعر? ل?َّة الصلاة ، لم أتركها إلا من? أربع سنوات ، ل?د تعرَّضت لأشدِّ أصنا? الع?اب من أبي ، والتأنيب من أمي ، والكلمات الجارحة من بعض أ?اربي ، من أجل الصلاة ، ومع ?لك لم أزد إلاّ ن?ورا? !
وسكت ثم دسَّ وجهَه ?ي راحتيه وأخ? يبكي ، نعم كان بكاء? شديدا? ، وغامت عيناي ?رحة? ببكائه ، إنَّ دموعه ه?ه ستغسل ما ران على ?لبه ، يا إلهي أشكرك ، إنَّ ال?اصل بين الضلال والهداية حاجز ن?سي إ?ا زال ، تبدَّدت الأوهام .
اللهم لا تحرمني من أجر هداية ه?ا ال?تى ، ور?ع عبد الله رأسه و?ال : أنا مستعد لتن?ي? الا?تراح ..
ولم أنا?ش عبد الله بعد شهر ، لأنه جاء إليَّ و?د غسل عن ?لبه أدران الشك وعن ?هنه أوزار الأباطيل .
?ال لي : أنا الآن عبد الله بن " ........" رجعت إلى ساحة الح? بعد رحلةٍ مضنيةٍ مع الأوهام ....
?لت له مبتسما? : ما رأيك ?ي شعري ؟
?ال : أنا لست نا?دا حتى أ?وَّم شعرك ، ولكني أخبرك أنني ?رأت بعض ?صائدك أكثر من مرة لأنني وجدت ?يها ما يعبّر عن ن?سي ...
?لت له : وأين ت?هب برأي أستا?ك ال?ي تث? به ؟
?ال : ل?د أعجبتني كلمة ?لتها لي ?ي ل?ائنا الأوَّل ، حين سميت أصحاب الأ?كار المنحر?ة بـ" ?راصنة الأدب وال?كر " إن أستا?ي واحد منهم .
?لت ، وأنا أشعر بال?رح لما أرى من حال عبد الله ، وأشعر بالأسى حزنا? على عشرات الشباب سواه ممن يتعرضون لأساليب التشكيك والتضليل :
حسبنا الله على " ?راصنة الأدب وال?كر "!
المصدر كتاب لا تغضب .. منا?شات هادئة
للدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي
http://www.saaid.net/Minute/m26.htm