المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ?راصنة الأدب وال?كر .. د.عبدالرحمن العشماوي


المستعار
06-28-2002, 01:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

?راصنة الأدب وال?كر


" ا?تحم عليَّ مكتبي " نعم إنني أسمِّي تلك الطري?ة التي دخل عليَّ ا?تحاما? ، لأنه لم يستأ?ن ، ولم يسلِّم ، بل دخل ?جأة ، ?ائلا? ، أنا ما أتيتك مسلِّما? ، ولا معبرا? عن إعجابي بما تكتب ، ولكنني جئتك معبرا? لك عن ضي?ي بكل حر? تكتبه ، وبكل بيتِ شعر تصوغه ، أنت لا تكتب شعرا? ، إنما تكتب مواعظ وتنظم نظما? ، إنك تشكِّل عائ?ا? من عوائ? الأدب الحديث ال?ي يحاول أن يتخلَّص من ?بضة الأشكال ال?ديمة ، والأ?كار ال?ديمة ، أرجوك أن تتو?? ، أن تريحنا من نظمك ، ونثرك ، وأ?كارك التي تريد أن تعيدنا بها إلى ال?رون الأولى ، نحن يا صاحبي ?ي ال?رن العشرين ، لعلك لا تعر? ?لك ، أنت لست بناثرٍ ولا شاعر، ه?ا ما أردت أن أ?وله لك .
كان ثائرا? ، غاضبا? ، ?ي احمرار وجهه دليل على بركان من الغضب ، كان يرسل حممه كلمات ?اسية?? غاضبة ، ل?د ?اجأني ح?ا? ، وأثار غضبي ، وأشعل ?ي داخلي شعورا? عارما? بالضي? والتبرُّم مما ?ال ، شعورا? كاد يحملني على أن أكيل له الصاع صاعين ، ولكنني تمالكت ، واستطعت أن أ?تح للصبر نا??ة? هبَّ منها نسيم الهدوء على ?لبي ، كنت أتأمل ملامحه وحركة يديه ، ?أرى أنني أمام مراه?ٍ حان? ، نعم ، ل?د ?دَّرت سنَّه بما لا يتجاوز الثامنة عشرة وانتصرت على سورة الغضب ، وأصغيت إليه حتى أتمَّ كلامه ، أتمَّه والان?عال ما زال يملك عليه مشاعره .
?لت له بهدوء : اجلس حتى نتحدث
?ال لي : لن أجلس ، ما?ا تريد أن ت?ول لي ؟ أنا لا أريد أن أسمع من أمثالك ! أنتم ليس لديكم إلا المواعظ ، الإسلام ، الإسلام ، كل شيء ت?ولونه ، تدخلون ?يه الإسلام ، أسألك سؤالا? صريحا? ، ما علا?ة الإسلام بالأدب ، الإسلام صلاة وصيام وما شابهها ، والأدب شيء آخر ، الإسلام ?يد ، والأدب لا ي?بل ال?يد ، بل إني أسألك سؤالا? أكثر صراحة : ما أهمية الإسلام لنا ?ي ه?ا الزمان ؟ أنا لا أرى له تلك الأهمية التي تتحدثون عنها ! هنا شعرت بأن أعما?ي تغلي ، وبأن الغضب ?د ملك عليَّ جوانب ن?سي ، لابد من الردّ ب?سوة وعن? لا هوادة ?يها ، ل?د تجاوز الأمر الأدب والشعر ، وأصبح يمس الدين والع?يدة ، إلا ?لي?هب الاتزان والهدوء إلى غير رجعة ، كان يتحدث وأنا أ?كر ?ي الطري?ة التي أبدأ بها ?ي الردِّ عليه ،هل أبدأ بالصراخ ?ي وجهه المحمرِّ الغاضب ، أم أبدأ بلطمة ?وية تعيد إليه وعيَه !! ........
لم أسمع ?ي حينها صوتا? آخر ?ي ن?سي يناديني إلى الهدوء ، بل كنت أصغي إلى أصوات صاخبة ت?ول لي : واجه ه?ا الشاب الطائش بما يستح? ، لم تكن لديَّ عصا ، لا بأس ، يمكن أن ي?وم الع?ال ال?ي يحيط برأسك م?ام العصا ، ح?ا? أصبحت ?ي تلك اللحظة مهيَّـئا? للمعركة وأني ل?ي تلك الحالة إ?ا ارت?ع صوت المؤ?ن لصلاة العشاء " الله أكبر ، الله أكبر " .
ما أروع ه?ا الصوت ، ل?د انسكب ?ي عرو?ي عبر مسامعي راحة ? وهدوءا? " الله أكبر " من كل ه?ا الأوهام التي ينط? بها ال?تى المسكين ، وشعرت ?ي لحظتها بش??ة عليه ، وانت?لت من حالة الغضب الشديد ، إلى حالة الحرص على إن?ا? ه?ا ال?تى ال?ي يتلاعب به الشيطان ..
?لت له : اجلس يا أخي ، ل?د سمعت كلامك ، ?أعجبني ?يك صد?ك ?ي ن?ل ما تشعر به دون ك?بٍ ولا تزوي? ، أنت رجل صريح ?ي عصر ??د ?يه الصراحة ، وأصبح الناس ?يه ? غالبا? ? يبطنون ما لا يظهرون ، أنت ?تى? صاد? ٌ?ي التعبير عن ن?سك ، وك?ى به?ه الص?ة دليلا? على ات?ا? مخبرك ومظهرك .
-الحمد الله ? ل?د ?رأت آثار الم?اجأة على وجهه ، نعم ?وجئ به?ا المو?? المتسامح ، بل شعرت أنه ?د أصيب ب?درٍ لا بأس به من الحياء ، وبعد تردُّد جلس ?ائلا ? :
نعم ، ما?ا تريد أن ت?ول ؟
?لت له : أريد أن أعر? اسمك أولا? ..
وسكت ?ليلا ?ثم ?ال : عبد الله بن .... ، وبادرته بعد أن سمعت اسم عائلته ب?ولي : ما شاء الله أنت من عائلة طيبة ، وأعر? منها أشخاصا? طيبين منهم الأستا? " ?لان " ، وما إن ?كرت اسم ?لك الرجل ، حتى ثارت ثائرته ، و?ال بشدة : ه?ا مع?َّد !، ولم أنا?شه ?يما ?ال ??د ?همت أن ?ي حياته مشكلة ? ?د د?عته إلى ه?ا الانحرا? .
?لت له مبتسما? : يا عبد الله أنت تعيش ?ي مجتمع تختل? مشارب الناس ?يه ?لا تظن الناس جميعا? مثلك لابد أن يحتمل أهل الوعي غيرهم ممن هم أ?لّ وعيا? .
كنت أتابعه بنظري ، ل?د ان?رجت أسارير وجهه ، لاشك أنه ?وجئ ، كان يظن أن مو??ي سيكون على غير ما يرى ، بل إنه عبر عن ?لك ب?وله :
على أي حال أنا آس? إ?ا كنت ?د تحدثت معك بان?عال .
?لت له : لا عليك ، يهمني الآن أن تشعر بأنك أمام أخ لك يريد أن ينا?شك ?هل أنت مستعد .
?ال : نعم .
?لت له : سنشرب الشاي ولكن بعد الصلاة .
?ال : لا أستطيع الصلاة .
?لت له : لما?ا لا تحاول ، ما ال?ي يمنعك من ?لك ؟
لم يزد على أن ?ال : أنا أستأ?نك الآن وسو? أعود إليك بعد الصلاة .
?لت له مبتسما? : لابد أن تعود ?إني وكوب الشاي ?ي انتظارك . بعد صلاة العشاء ب?ليل جاءني ، كان هادئا? هدوءا? عجيبا? ?ال لي : ع?را? أشعر أنني ?د أسأت الأدب معك .
?لت له : لا ت?كر ?ي ه?ا الأمر ، إني أع?رك ح?ا? ، ولا أجد ?ي ن?سي عليك شيئا? .
كنت ? لحظتها ? أسائل ن?سي ، يا ترى ما?ا كان سيحدث لو استجبت لصوت الغضب ؟
?لت لصاحبي : هل أنت مستعد للمنا?شة ؟
?ال : نعم ، وابتسم ، وشرب الشاي وبدأت المنا?شة .
بدأت معه بموضوع الأدب والشعر :
سألته : هل ?رأت لي كثيرا ؟ ?ال بعض ال?صائد.
?لت : كم ?صيدة ?رأت ، عشر ?صائد ، عشرين ، ثلاثين ، ?ال : كلا ، بل لا تتجاوز اثنتين أو ثلاثا ، أنا لا أرضى أن يضيع و?تي ?ي ?راءة شعر لا يعبر عن روح العصر !
?لت له : أنت ?تى صريح وصاد? ، أسألك : هل يك?ي ما ?رأته لإصدار ه?ا الحكم العام ال?ي ?كرته ؟
بعد لحظة صمت ?ال لي :
إن أستا?ي ?ي الأدب والن?د ?ي الجامعة ?د ك?اني ه?ه المهمة ل?د أكد لي أن شعرك لا يعبر عن روح العصر ، وأنه نظم لا ير?ى إلى منزلة الشعر ، وأنا وأث? برأي أستا?ي .
?لت له :
ألست صاحب ع?ل وت?كير ، أليس جديرا? بمثلك أن تطَّـلع على الشيء بن?سك لتصل إلى الح?ي?ة دون رتوش ؟ ألم ت?ل إنك ابن ال?رن العشرين ، ?رن الت?كير والع?ل ، ?أين ع?لك إ?ن ، أليس جديرا? بك أن ت?رأ شعري ثم ت?ول لأستا?ك نعم ، أو لا ؟
?ال بعد صمتٍ ?صير : بلى ..
وأهديته ديوانين من شعري وات??نا على الل?اء بعد شهر لأسمع رأيه ?يما ?رأ ، و?بل أن أودعه ?لت له : هل يمكن أن أسألك سؤالا آخر؟
كانت ن?سه ?د هدأت ،وصدره ?د انشرح ل?د كُـسر حاجز الوحشة ?يما بيننا وشاع جوٌّ من الأُلْ?ةِ التي ظهر أثرها على ملامح وجهه الوسيم .
?ال لي : نعم ، إني مستعد للإجابة عن كل ما تريد ..
?لت له : هل عندك شك ?ي الإسلام ؟
غام وجهه من جديد ، بل اربدَّ وعلتْه سحابة دكناء ، لم أع?ِّب على سؤالي بكلمة ، كنت أنتظر جوابه ب?ارغ الصبر ، وكنت أرجو أن ي?ول " كلاَّ" يا ليته ي?ولها ..... إن كلمته التي ?الها ?بل ?ليل عن الإسلام ?د ملأت ن?سي بالأسى والوحشة والحزن العمي? ، ألم ي?ل ?ي لحظة ان?عال : " ما أهمية الإسلام لنا ?ي ه?ا الزمان ؟" يا له من سؤال ٍخطير ، يا للحسرة , ليس ال?تى من أدغال أ?ري?يا ، ولا من أطرا? العالم ال?ي لم تصل إليه رسالة الإسلام ، كلا ، إنَّ ال?تى من بلاد الإسلام ، نشأ ?ي أسرة مسلمة محا?ظة ، يا ترى من أين جاءته ه?ه اللـَّوثة المدمِّرة ، إني لأرجو أن يكون ان?عاله وغضبه هو الدا?ع ل?ول تلك الكلمة ، أرجو ألا يكون لها ج?ور ?ي ع?له .....
?ال بصوتٍ واهن : أصد?ك ال?ول : نعم عندي شك ?ي الإسلام !!
أصابني هدوء الم?اجأة ، أو بَهْتَةُ المو?? ، نعم ، هك?ا ينطل? بها لسانك يا عبد الله ، بكل سهولةٍ دون تردُّد؟!
كان صوتي خا?تا? ، وكانت عباراتي محمَّلة? ب?درٍ كبير من الحزن والش??ة على ه?ا ال?تى المخدوع ، ل?د أحسَّ ال?تى ب?لك ، وله?ا بادرني ?ائلا : أرجوك ألاَّ تغضب منَّي ، إني أصارحك ، لا أستطيع أنْ أك?ب عليك .
?لت له من أين جاءك ه?ا الشك ؟
سكت ?ليلا ثم ?ال : من منا?شاتي مع بعض المث??ين ، ومن ?راءتي لكتب دلَّني عليها بعض أسات?تي وأصد?ائي ، ل?د نشأت ?ي ?هني أسئلةٌ كثيرة من خلال تلك المنا?شات وال?راءات عن الكون والعلم والدين والع?ل ، إن الغرب يتطوَّر بشكل م?هل مع أنه لا دين له ، ولا يعتر? بالإسلام ، أما عالمنا الإسلامي ?هو يعيش حالة التخلُّ? وال?لِّ ما ?ائدة الإسلام إ?ن ؟!
?لت له : يا عبد الله .. هل يُطبَّ? الإسلام ?ي عالمنا الإسلامي تطبي?ا? صحيحا? ، هل يتصل عالمنا الإسلامي بالله اتصالا? ح?ي?ياُ ؟
تو?? ?ليلا? ثم ?ال : كلا .
?لت : ?ما ?نب الإسلام إ?نْ ، ولما?ا نست?رئ ال?ضية ه?ا الاست?راء النا?ص ، ولما?ا لا ن?تح آ?ا? الت?كير الصحيح ?ي ه?ا الموضوع ؟ أنت يا عبد الله تعاني من مشكلةِ إلغاء ع?لك ، والت?كير بع?ول الآخرين .
بدا على وجهه أثرٌ لاضطراب كبير وصراع ن?سي خطير ..
?لت له : هل يمكن أن أعر? أسماء بعض من ت?رأ لهم ؟
يا للهول ، ل?د ?كر لي عددا? من الأسماء ، كل اسم ٍمنها ك?يل بتدمير أمة ٍبكاملها ، إنها أسماءٌ لامعة ل?راصنة ال?كر والأدب ?ي عالمنا الإسلامي ، سعيد ع?ل ، جابر عص?ور ، محمد أركون ، أدونيس ، غالي شكري ، إن ع?ل " عبد الله " ل?اصرٌ ح?ا? عن مواجهة الأوهام والشبه والشكوك التي تثيرها أ?لام هؤلاء .
وسألته سؤالا? حادا? صارخا? : من ال?ي دلّك على ه?ه الأسماء يا عبد الله ؟! وبعد صمت ليس بال?صير ?ال لي : ليس مهما? أن أ?كر أسماء من دلَّني ، المهم أنني مستعد للمنا?شة .
?لت له : ?بل المنا?شة لابد من التوازن ..
?ال : ما?ا تعني بالتوازن ؟ ?لت : أن ت?رأ بعض الكتب التي تمثـِّل الاتجاه الآخر ، والتي تشرح جوانب ه?ه ال?ضية ، وتبيـِّن بعمليَّة ٍواست?صاء خطأ الأ?كار التي يطرحها " العلمانيون " والمتسكّعون ?ي دروب ال?كر المنحر? .
وا?تر?نا على أن نلت?ي ?ي اليوم التالي لأعطيه بعض الكتب .
ل?د كانت تلك الليلة مث?لة? بالهموم والت?كير ، والتساؤلات .
يا ترى إلى متى تظلُّ ه?ه الأ?لام الحا?دة الملحدة تكتب عن الإسلام ؟ مَنْ ال?ي يحمي شباب الإسلام نساء? ورجالا? من ضلالات المضلِّين ؟ .. إنَّ ب?ر ب?رة الشك ?ي ن?وس شباب الإسلام من أخطر وسائل تدمير الأمة ، ثم أين الأسرة المسلمة التي تتابع أبناءها بأسلوب تربوي ناجح ، أين أبو عبد الله ه?ا وأ?اربه ، أين الخير رجال الصحوة عن أمثاله ؟!
بل أين إحساس بعض الأسات?ة ال?ين يشحنون ع?ول الطلاب بمثل ه?ه التُرَّهات ؟
أين إحساس ال?ائمين على بعض الصح? والمجلات ، ال?ين يروِّجون لأ?كار أولئك المنحر?ين ونصوصهم البعيدة عن جادَّة الإسلام ؟
يا لها من أسئلة مؤلمة ، ويا له من جرح ٍعمي? !!
و?ي اليوم التالي جاءني عبد الله ?بل الموعد المحدَّد وحمدت الله كثيرا? إنَّ ه?ا دليل على انشراح صدره ، واستعداده لسماع الرأي الآخر .
?ال لي : إني أعت?ر إليك ح?ا? ل?د استعرضت البارحة ما جرى لي معك ?ي أوَّل ل?ائنا ?شعرت أنني أسأت إليك .
?لت له : لا تضخِّم الأمر إني سعيد بمعر?تك .
وأعطيته بعض الكتب منها : الصراع بين ال?كرة الإسلامية وال?كرة الغربية ?ي الأ?طار الإسلامية لأبي الحسن الندوي ، " والعرب والإسلام " لأبي حسن الندوي أيضا? ، و" تها?ت العلمانية " للدكتور عماد الدين خليل ، و" ما?ا خسر العالم بانحطاط المسلمين " لأبي حسن الندوي ، و " ور?ة ?ي الرد على العلمانية " للدكتور محمد يحيى ، و" الله سبحانه إنكار الكا?رين دليل وجوده " للشيخ محمد متولي الشعراوي ، و " الإسلام والحضارة الغربية " للدكتور محمد محمد حسين ...
?لت له : ه?ه مكتبة صغيرة أهديها إليك ، لا أطالبك ب?راءتها كلِّها ، لكني أ?ترح عليك بعضها ، وأعطيك مهلة شهرين نلت?ي بعدها للمنا?شة .
?ال لي متحمّسا? : بل يك?يني شهر واحد ، أنا مدمن ?راءة ، أ?رأ ?ي اليوم ما لا ي?ل عن عشر ساعات .
و?بل أن ينصر? ?لت له : هل لي أن أ?ترح عليك ا?تراحا? آخر .
?ال : نعم ، أنا مستعد للتن?ي? .
?لت له مبتسما? : هك?ا مستعد للتن?ي? مباشرة? حتى لو كان الا?تراح لا يعجبك !
ابتسم و?ال : نعم ، ?لت له : يا عبد الله أنت مسلم ،إن إسلامك نعمة كبيرة من الله عليك ، ومن ح? الله على عبده المسلم أن يطيعه ، إن ?ي الأرض ملايين الحيارى التائهين يبحثون عن ح?ي?ة " روحية " تريحهم من ظلمات الإلحاد والضلال والشك ؛ إن الإسلام هو طري? النجاة ، ?كي? ندعو الناس إليه إ?ا كنا نحن ?أهله- متشككين ?يه ؟!
يا عبد الله : أ?ترح عليك أن تبدأ بخطوةٍ ?ي الطري? ، أن تؤدي الصلاة التي ?رضها الله عليك ، أنت صاحب إرادة ، ومثلك ?ادر على التن?ي? ، تأكد أن الصلاة ستن?لك ن?لة ? كبيرة إلى عوالم مضيئة من الراحة والي?ين ، وست?تح آ?ا? ?هنك ل?هم المعاني التي تتضمّنها الكتب المهداة إليك .
وجلس عبد الله على الم?عد بعد أن كان وا??ا? ، ?ال لي : ت?ترح ا?تراحا? : يا له من أسلوبٍ رائع تعاملني به ، إني أعر? ل?َّة الصلاة ، لم أتركها إلا من? أربع سنوات ، ل?د تعرَّضت لأشدِّ أصنا? الع?اب من أبي ، والتأنيب من أمي ، والكلمات الجارحة من بعض أ?اربي ، من أجل الصلاة ، ومع ?لك لم أزد إلاّ ن?ورا? !
وسكت ثم دسَّ وجهَه ?ي راحتيه وأخ? يبكي ، نعم كان بكاء? شديدا? ، وغامت عيناي ?رحة? ببكائه ، إنَّ دموعه ه?ه ستغسل ما ران على ?لبه ، يا إلهي أشكرك ، إنَّ ال?اصل بين الضلال والهداية حاجز ن?سي إ?ا زال ، تبدَّدت الأوهام .
اللهم لا تحرمني من أجر هداية ه?ا ال?تى ، ور?ع عبد الله رأسه و?ال : أنا مستعد لتن?ي? الا?تراح ..
ولم أنا?ش عبد الله بعد شهر ، لأنه جاء إليَّ و?د غسل عن ?لبه أدران الشك وعن ?هنه أوزار الأباطيل .
?ال لي : أنا الآن عبد الله بن " ........" رجعت إلى ساحة الح? بعد رحلةٍ مضنيةٍ مع الأوهام ....
?لت له مبتسما? : ما رأيك ?ي شعري ؟
?ال : أنا لست نا?دا حتى أ?وَّم شعرك ، ولكني أخبرك أنني ?رأت بعض ?صائدك أكثر من مرة لأنني وجدت ?يها ما يعبّر عن ن?سي ...
?لت له : وأين ت?هب برأي أستا?ك ال?ي تث? به ؟
?ال : ل?د أعجبتني كلمة ?لتها لي ?ي ل?ائنا الأوَّل ، حين سميت أصحاب الأ?كار المنحر?ة بـ" ?راصنة الأدب وال?كر " إن أستا?ي واحد منهم .
?لت ، وأنا أشعر بال?رح لما أرى من حال عبد الله ، وأشعر بالأسى حزنا? على عشرات الشباب سواه ممن يتعرضون لأساليب التشكيك والتضليل :
حسبنا الله على " ?راصنة الأدب وال?كر "!

المصدر كتاب لا تغضب .. منا?شات هادئة
للدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي

http://www.saaid.net/Minute/m26.htm

هنــــــادي
06-29-2002, 12:28 AM
<FONT FACE="arial" SIZE="4"><FONT COLOR="#804000 ">

أشكرك المستعار على ه?ه الحادثة التي ن?لتها لنا عن الدكتور عبد الرحمن العشماوي..المشكلة ?ي ه?ا ال?تى أنه من النوع ال?ي يتأثر بسرعة..ل?لك سرعان ما أنكر الدين وسرعان ما عاد إليه..وبصراحة أسلوبه ?ي الرد على الشاب كان ?مة ?ي الروعة حيث ملك غضبه وكسب ?لك الشاب صدي? لا نا?د وحا?د..أتمنى أن يكون عدد أمثال ه?ا الشاب ?لة..وت?بل ?ائ? الشكر والت?دير وأطيب دعواتي لك بدوام السعادة ?ي الدارين..