المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خصوصية إبداع المرأة


المستعار
05-17-2002, 09:50 PM
تصرُّ بعض الأديبات على أنّ أدب المرأة لا يختل? عن أدب الرجل، و?د حاولت إ?ناع ن?سي به?ه ال?كرة، لكنني كلَّما أوغلت ?ي ?راءة أدب المرأة ازددت ?ناعة بأنّ الأدب ال?ي تكتبه المرأة يختل? عن أدب الرجل بدرجات. وه?ا التمييز لايعني بالطبع أنّ الرجل يكتب أدبا? أ?ضل من المرأة، وإنَّما هو تمييز تحكمه طبيعة كل جنس وخصائصه، كأن ت?ول: ه?ه برت?الة وتلك ت?احة، ولايمكن للت?احة أن تتحوّل ?ي م?ا?ها وخصائصها إلى برت?الة، وهك?ا ال?ر? بين الرجل والمرأة .

ن?ص لا يكتمل
وه?ا الاختلا? ?ي الجنس بين الرجل والمرأة يترك بلا شك أثره على نتاج كل منهما. والح?ي?ة أنّ نتاج كل أديب ـ رجلا? كان أو امرأة ـ يخضع أساسا? لعدد من العوامل الن?سية والاجتماعية والخل?ية وغيرها من العوامل التي نستضيء بها عند دراسة أدب الأديب، بشكل يجعل أدب كل ?رد يختل? عن نتاج الآخرين من بني جنسه، وتبدو ه?ه ال?كرة أكثر وضوحا? ?ي أدب الجنسين، ولايوجد اليوم عا?ل على ?در من الوعي والعلم ينكر أنّ الله ?د ميّز المرأة بتكوين حيوي ون?سي ووجداني يختل? عن الرجل، وه?ه ح?ي?ة علمية على الأ?ل، لضمان استمرار الحياة ?ي ه?ا الكون؛ لكي يؤدي كل منهما دورا? مكملا? للآخر.

أما إ?ا تساوت الأدوار ?سيظل هناك ن?ص لن يكتمل. ومن هنا نجد أنّ اختلا? المرأة ?ي تكوينها ووجدانها ونظرتها إلى الحياة ينعكس حتما? على أدبها بأساليب مختل?ة ونسب مت?اوتة من امرأة إلى أخرى، لكن الخصائص العامة للنتاج الأدبي ت?ول ?ي النهاية: إنّه نتاج امرأة وليس نتاج رجل. ?عاط?ة الأمومة وخصائص الأنوثة عند المرأة ال?اصة أوالشاعرة تجعل ان?عالها بحدث معين واستجابتها ال?نية له تختل? بلا شك عن ان?عال الرجل ال?اص أو الشاعر واستجابته للحدث. ولاعبرة بالشوا? وبالحالات التي تزيد ?يها "مورثات" ال?كورة عند بعض النساء أو تزيد ?يها "مورثات" الأنوثة عند بعض الرجال.

سِمة المرأة
وباختصار ?إنّ لكل من الرجل والمرأة دورا? يؤديه مكملا? لدور الآخر، ?إ?ا تشبّه أحد الطر?ين بالآخر اختلطت الأمور و??دت الأشياء روائحها الطبيعية وم?ا?ها ال?طري. ?عندما تكتب المرأة أدبا? ?إنَّني أجد ?يه سِمة المرأة تصورا? وخيالا? وعاط?ة وحتى أسلوبا?، وتبرز ه?ه النكهة أكثر ما تبرز ?ي الأعمال الإبداعية مثل الشعر وال?صة، وتخت?ي ?ي الأعمال الع?لية والموضوعية التي يُظنُّ ?يها تساوى الرجل والمرأة ?ي المنط? وال?ياس والأحكام ـ إلى حد كبير ـ وهو ما يحدث عادة ?ي الدراسات والأبحاث، وخير مثال على ?لك مؤل?ات الدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ).

وليس عيبا? ولا انت?اصا? ?ي ح? المرأة حين ن?رّ? بين أدب المرأة وأدب الرجل، إ? إنَّ لكل منهما خصائص تختل? عن الآخر، وخاصة ?ي مجال الإبداع ال?ي ي?وم أساسا? على العاط?ة والوجدان والخيال والتجربة الشعورية.

الشعور بالن?ص :
ل?لك ?إنّه لام?ر من ال?ول بأنَّ ر?ض بعض الأديبات لمصطلح "أدب المرأة" هو نتيجة شعور بالن?ص وإدعاء زائ? وخروج على ال?طرة، وهو ?ي لغة علم الن?س حيلة لا شعورية لإ?ناع ال?ات بالمساواة مع الرجل؛ لأنّه ?د تشكّلت لديهن ع?دة من أنّ أي ?ار? يميّز الرجل عنهن ن?ص ?ي المرأة لابد أن يكتمل بالتشبه به. وه?ا لعمري عين الإساءة لجنس المرأة التي أكرمها الله بص?ات وخصّها بميزات لا تتو?ّر ?ي الرجل.

إنّ كمال المرأة ?ي صيانة ?اتها والمحا?ظة على خصائصها كأنثى، وليس ?ي شعورها بأنّ ه?ه الخصائص عيب ?يها أو ن?ص ?ي ح?ّها، وأعت?د أنّ المرأة التي تعي ه?ه الح?ي?ة لن تشعر بالن?ص إطلا?ا? عند الكلام عن مميزات كلا الجنسين، ولن تشعر بأنّ مصطلح "أدب المرأة" يعني الانت?اص من ?درتها على الإبداع والكتابة وربَّما الت?و? على الرجل ?ي كثير من المجالات.

ول?ـد ?رأت إبداعــا? لأديبات كثيرات وكنت أتأمــل ?ي ه?ه الكتابـات ســواء كانت ?صصا? أو شعرا? أو وجدانيات وأ?ول : ترى لو أنا كتبت ه?ه ال?كرة ?هل ستكون به?ا الشكل؟ و?ي معظم الأحوال أ?ول : لا . وكنت أحيانا? أسأل ن?سي ـ خصوصا? بعد ال?راغ من ?راءة الشعر ال?ي تكتبه المرأة ـ : ترى لو ح??نا اسم الشاعرة من غلا? الديوان : هل يمكن أن يُنسب ه?ا الشعر إلى رجل؟ و?ي معظم الأحوال ـ وه?ا الوضع الطبيعي ـ أ?ول : لا . لابدّ أن يكون كاتب ه?ا الديوان امرأة لا رجلا?، ?العاط?ة والوجدان والخيال هنا كلَّها عاط?ة ووجدان وخيال أنثى لا محالة، وإن كان غير ?لك ?هو ك?ب أو ا?تعال. وليس ?ي ه?ا عيب ولا ن?ص، بل هي الطبيعة وال?طرة التي ?طر الله المرأة والرجل عليها، وجعل كلا? منهما مميزا? عن الآخر ليكمل زينة الحياة، ويعطيها جمالها الح?.

وهك?ا طالما كان للمرأة وجود مست?ل ?ي ه?ه الحياة بخصائصها وطبيعة تكوينها، ?لابد أن يكون لها وجود مست?ل ?ي الأدب تنعكس ?يه ه?ه الخصائص وي?دّم رؤية أخرى جديدة للوا?ع متميزة ?ي الحياة غير رؤية الرجل.


http://www.lahaonline.com/Literature/Garden/a2-11-03-2002.htm_cvt.htm