المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أربع صور لأربع نساء


المستعار
05-17-2002, 09:48 PM
أربع صور تتكرَّر ?ي مجتمع النساء لا أخالُ بعض النساء إلا منتميات إلى إحدى ه?ه الصور:

الأولى: امرأة عاملة كثيرة الشكوى من العمل وما يتبعه من التزامات ودوام وتعاميم تأتي ?ي الاتجاه المعاكس لما تريد، وأ?صى أمانيها ) ولا أدري لما?ا لات?عل؟ الأمر بيدها (أن تست?يل وتجلس ?ي المنزل.

?لت لها: لما?ا؟ ?الت: على الأ?ل أنام متى ما أريد وأصحو من النوم و?ت ما أريد، لا أنزعج برأي رئيسة ?ي العمل ولا برأي من تعلو رئيستي، ولا أصدم بالتعميمات التي ت?اجئني كل صباح.

?لت لها: ولما?ا لا ت?دمين است?التك حتى تنعمي به?ه الميزات التي تحلمين بها؟

?الت: والراتب؟ لو أمدّ يدي لزوجي لن يعطيني نص? ما أستلمه آخر الشهر؛ بخلا? المحاسبة، أين صر?ته؟ وما?ا ب?ى منه؟ ثم إنِّي ?د تعوَّدتُ الخروج من المنزل، وأظن أنَّ ال?راغ سيكون خان?ا? لي، ل?د وجدت ن?سي ?ي الخروج اليومي من المنزل، ورغم ت?مري سأحلم، لكن لن أن?? الب?اء ?ي البيت.

الثانية: رأيتها ?ي جمع نساء تندب حالها وطول مكوثها ?ي المنزل دون وظي?ة وانغماسها بين أعمال المنزل أو إشرا? من بعيد على المنزل.. ت?ول: لو كنت موظ?ة ل?علت و?علت، يومها لا يكاد يخرج عن نوم حتى الظهيرة، ثم هات? حتى موعد ?دوم الزوج، أو ت?ليب ?ي ال?نوات ال?ضائية، أو على الأ?ل أمام التل?از، أو العبث بمجلة أسبوعية لا تحوي من الن?ع إلا ور?ها، أو زيارة ضحى لجاراتها اللاتي يشتركن معها ?ي الظرو? ن?سها، أمَّا مهمتها ?ي إعداد الأولاد للمدرسة ومتابعتهم أو إعداد طعام زوجها والإشرا? على راحته، ??د أوكلتها للخادمة التي تلا?ي منها أول غيبة ?ي جلساتها ومكالماتها اليومية.

و?ي المساء لا بدَّ أن يحوي جدولها زيارة الحدي?ة ال?لانية أو السو? ال?لاني، أو المشغل ال?ي وضعت عنده ?ستانها ال?ي ستحضر به ح?لا? عالي المستوى ه?ا الأُسبوع، و?ي ختام جولتها الأُسبوعية لا بدَّ أن تعرِّج على المطعم العائلي ليمنحها طا?ة تستعد بها لجولات أخرى غدا?.

م?ابل تينك الصورتين تظهر لنا صورتان تشعَّان بهاء?:

الأولى: امرأة خرجت للعمل بضوابط شرعية، أدَّت ما هو مطلوب منها كاملا?، مدركة أنَّ "الع?د شريعة المتعا?دين" وهي ?ي عملها محتسبة الأجر، ناصحة لكل خير، ناهية عن كل منكر، آمرة بالمعرو?، تعلم أنَّها ?د سلّمت أمانة، وأنَّ عليها أداء الأمانات كما ينبغي، ثم إ?ا هي عادت إلى منزلها ?عودة الطير إلى الوكر، وهي تعلم أنَّ أمانتها أعظم ومسؤوليتها أكبر ?ي عشِّها ه?ا، وأنَّ أي امرأة ?ي العالم ?د تساعدها ?ي متطلبات الحياة، ولكنها لن تتحمَّل عنها المسؤولية والسؤال أمام الله عمّا ضيّعت أو ح?ظت.

وبين ه?ا و?اك تدرك أنَّ عليها لأمّتها دينا? لن تتوانى ?ي أدائه، أو تتهرَّب منه، أو تتجاهل ?لك الدور أو تنشغل عنه، ينبث? ?لك الدور من ?وله تعالى:( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعرو? وينهون عن المنكر...).

والثانية: امرأة كريمة عر?ت أنَّ مهمتها أعم?، وهي على درجة من الوعي بحيث إنَّها ?طنت إلى أنَّها إ?ا خرجت من البيت ?لن تؤدِّي تلك المهمة كما ينبغي، أو كما يرضيها هي، خاصة إ?ا كانت م?اييسها للوصول إلى الكمال غاية ?ي الد?ِّة.

?هي تريد أن تكون زوجة حا?ظة لزوجها وربَّة بيت مثالية وأمَّا? نمو?جية، ورغم ?لك ?هي ترى أنَّ كلّ ما ت?عله ما هو إلاَّ محاولات للوصول إلى ما تريد، ولن يتأتَّى لها إ?ا ما خرجت يوما? من المنزل. ومن وعيها تدرك أنَّ لها نورا? يجب أن يشعّ ويصل ضوؤه إلى خارج منزلها، ?ه?ه جارة تمد يد المساعدة لها، وه?ه ?ريبة تصلها بكلمة طيّبة أو بهدية، وه?ه مَدرسة لل?رآن تنتسب إليها إمَّا طالبة أو متعاونة ?ي إدارتها، وه?ه محاضرة ت?هب إليها.

وهي ?ي و?ت ?راغها تكتب الم?ال الرصين للصحي?ة ال?لانية، توضِّح وجهة نظر وت?بُّ عن رأي حكيم، وهي ?ي اجتماعاتها الأسرية وردة ?وَّاحة لا تكاد تخرج من مكان إلا وعب? حديثها ?د ?اح وانتشر، ه?ه سنة ت?كّر بها، وه?ه ?ائدة ?رأتها تلمح لها، وه?ه ?صّة معبِّرة تحكيها، ثمَّ إ?ا هي عادت إلى منزلها ?كأنَّها الطير تغدو خماصا? وتروح بطانا?، أو هي كالنحلة تخرج تبحث عن الرّحي? ثمَّ تعود إلى مملكتها لتصنع نحلا? مص?َّى، أما هي ?تُخرج جيلا? مص?َّى من الشوائب وال?تن.

ه?ه صورٌ أربع تتكرر باستمرار ?ي ص?حات الحياة النسائية، ?لا التي ?ي البيت راضية، ولا من خرجت للعمل راضية ب?لك، م?ابل ?لك صورتان زاهيتان لحالة الرضا لامرأتين إحداهما كان خروجها من البيت لضرورة أملاها وا?ع الحال، والأخرى كان مكوثها ?ي المنزل لضرورة ?طرية، واعية بدورها النسائي أيضا?.

إنَّ ما أريد أن أ?وله هو أنَّ محور الرضا وعدم الرضا ?ي تلكم الصور الأربع، لا يجب أن يكون محورا? شخصيا? تحكمه الأهواء ونظرة المجتمع النسوي أو النظرة الا?تصادية، وإنَّما يجب أن تكون النظرة أشمل، أي متى تكون المرأة ?عّالة أكثر ومدى جدية ه?ه ال?اعلية ومردودها على ن?سها ومجتمعها صلاحا? وإصلاحا?؟ بمعنى: هل كلُّ من خرجت للعمل ?د أدَّت دورها كاملا? ?ي نطا? أسرتها أولا?، تلك النواة الصغيرة، ثمَّ ?ي مجتمعها الخلية الأكبر؟

هل كلُّ من خرجت للعمل للضرورة وبالضوابط الشرعية ?د أهملت أسرتها ومنزلها؟ ?علا? لا بدَّ أن يكون هناك ت?صير، إ? إنَّ خورج المرأة عن دارها نص? يومها أو ربعه أو أ?ل أو أكثر سيؤثِّر حتما? على إدارتها لمنزلها، وإلاَّ ?ستد?ع الثمن هي، لكن لعلَّ ما ت?دِّمه لأسرتها لمجتمعها ?ي ح?ي?ة الأمر، لو أخلصت النيَّة ?يه، ?سيكون عوضا? ولو ?ليلا? عن ه?ه الخسارة.

هل كلُّ من مكثت ?ي المنزل بلا عمل ستؤدِّي دورها كاملا? تجاه أسرتها ?ي ظلِّ غياب الوعي والهد? ال?ي تسعى لتح?ي?ه؟

هل كلُّ من مكثت ?ي البيت يُعدُّ دورها مشلولا? ?ي خدمة دينها ومجتمعها؟ أم هي كما يوحون النص? ال?اتم المظلم ?ي المجتمع؟ خصوصا? أنَّ بعضهن يؤدِّين أعمالا? تصنَّ? كإنجازات للأمَّة، وبالأخص إ?ا كانت تملك ?كرا? عمي?ا? ووعيا? صاد?ا? وت?ديرا? لأهمية ?لك الدور ال?ي ترى أنَّ مبدأه من أسرتها.

إضاءة حر?:
لو تدرك المرأة أنَّها نص? المجتمع، وأنها إ?ا أنجبت النص? الآخر كانت المجتمع بأسره؛ لعَظُم دورها ?ي عينها، ولما رضيت أن تكون نص? المجتمع ??ط.


http://www.lahaonline.com/Literature/Garden/a1-31-03-2002.doc_cvt.htm